الإتهامات التي يروجها بعض النفوس الرخيصة من بعض أصحاب المصارف ومساعديهم ضد الوزير السابق المصرفي مروان خيرالدين (صاحب بنك الموارد) حول سعيه لتقسيم جمعية المصارف مردودة لأصحابها .فنجاح خيرالدين في خطوة تعليق عضوية مصرفه بمجلس جمعية المصارف كان بمثابة الصفعة لرئيس الجمعية وبعض أعضائها الذين يلوذون به نتيجة حساباتهم السياسية ومصالحهم الخاصة والتي لا تلتقي مع مصالح المودعين ومستقبل العلاقة بين القطاع المصرفي ومصرف لبنان . فمنذ اليوم الأول لإنتفاضته على الخلل الذي يصيب عمل جمعية المصارف رئيسا وأعضاء أوضح خيرالدين أن الهدف من رفعه الصوت عاليا هو تصحيح العمل فيها وفق التالي : أولا : أعلانها الصريح بالتمسك والحفاظ على كامل أموال المودعين بجميع شرائحهم الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وتقديمها على أي أعتبار آخر لأن أموال المودعين هي خط أحمر ولا يجوز المس بها أو إلإقتراب منها ، ولا يتقدم عليها أي شيء آخر . ثانيا : تصحيح العلاقة مع مصرف لبنان لجهة عدم ترك حاكمه يواجه الحملات السياسية والإعلامية الظالمة عليه وحيدا وتبقى الجمعية في موقع المتفرج لإعتبارات بعضها سياسي يتعلق بحسابات عدد من أصحاب المصارف بالمعركة الرئاسية لأن سلامة لا زال من أبرز الأسماء المطروحة وبعضها الآخر له علاقة بسعي بعض أصحاب المصارف لدعم المطالبة بإقالته أما للحلول مكانه في الحاكمية أو لتعيين أحد معاونيهم فيها . ولهذا يعتبر خيرالدين أن رئيس وأعضاء جمعية المصارف أخطؤوا في حساباتهم عندما أداروا ظهرهم للحملات السياسية والإعلامية ضد الحملات على سلامة وأعتبروا أنفسهم غير معنيين فيها علما أن معظم أصحاب هذه المصارف برأي خيرالدين عليهم أن لا ينسوا بإنه لولا سلامة ما كانوا ليكونوا موجودين في القطاع المصرفي أصلا والتنكر له وتركه وحيدا يواجه هذه المعركة الظالمة عليه يعتبر قلة وفاء من قبل رئيس وأعضاء الجمعية وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا لأن وقوف الجمعية إلى جانب حاكم مصرف لبنان ضرورة ملحة وواجب وطني وأخلاقي ومن يتنكر له لا يحق له أن يتحدث بأسم جمعية المصارف التي من واجبها أن تتلقى هي الضربات عن سلامة وتكون خط الدفاع الأول عنه وتحارب بسيفه لا تكون خنجرا في ظهره وتتنكر لفضله على معظم أعضائها . ثالثا : كما لا يحق لرئيس الجمعية وبعض مساعديه إقتراح الحلول على الدولة والتي منها إقتراح رهن أو بيع الذهب من دون علم كامل أعضاء الجمعية وموافقتهم . ثم من قال أنه واجب على جمعية المصارف إقتراح الحلول على الدولة بل واجبها فقط هو بمطالبتها الدولة بإيفاء دينها للمصارف وعلى الدولة أن تقترح آلية الحلول وليس جمعية المصارف . ثم من قال ان بنك الموارد ومعه معظم المصارف يوافقون على طرح إقتراح رهن أو بيع الذهب إصلا . وقد علمت beirut Act ان خيرالدين نجح بإستمالة أحد المصارف الكبيرة وجميع البنوك المتوسطة والصغيرة بإنتفاضته الإيجابية هذه . كما علم موقعنا أن أجتماعا سيعقد عصر اليوم بين خيرالدين والبنوك المؤيدة لإنتفاضته للبحث فيما وصلت إليه الإتصالات التي يجريها رئيس الجمعية سليم صفير مع خيرالدين للوصول إلى تفاهم تحت سقف المطالب الذي كان الأخير قد حددها والتي أشرنا إليها آنفا والمطلوب التقيد بها وتنفيذها لتصحيح الخلل في عمل جمعية المصارف لجهة أولا مجاهرتها بالتمسك بأموال المودعين والحفاظ عليها ، وإعادة ترتيب العلاقة بين أعضائها ، وتجديد الثقة بينها وبين مصرف لبنان وحاكمه والوقوف وراءه سندا ودعما ليبقى هو بدوره حامي القطاع المصرفي وباني مجده .
الأكيد ان أي أسئلة تخطر على بال المواطن او على بال السياسي سيجد هنا في مقابلة الحاكم رياض سلامة الأخيرة الأجوبة الصريحة لها . نوردها هنا لمن لم يتسنى له التمعن كفاية بالأجابات
التي اوردها الحاكم و لكي نعلم و نرى الخيط الأبيض وسط الغمامة السوداء.
أكثر من علامة إستفهام باتت تطرح أمام صمت جمعية المصارف المريب مما يتعرض له حاكم مصرف لبنان من حملات سياسية وإعلامية ظالمة منذ ثلاث سنوات ونيف وحتى اليوم ؟ ثم لماذا لم يصدر بيان واحد من جمعية المصارف يدين هذه الحملات ويشجبها ؟ والسؤال ألأغرب الذي يطرح هو لماذا صمتت جمعية المصارف كليا أمام ما جرى داخل أروقة مصرف لبنان قبل أيام ؟ هل نسيً أصحاب المصارف ان مصرف لبنان هو ملك اللبنانيين وليس ملك رياض سلامة وإن له حرمته وقدسيته التي كفلها الدستور لأنه يمثل مركز السلطة النقدية التي تتبع إليها المصارف وتخضع لقوانينها ولتعاميمها ؟ أسئلة باتت تطرح بإلحاح بعدما تمادى بعض أصحاب المصارف بمحاولات التمرد على سلطة الحاكم وتآمرها من تحت الطاولة مع بعض الجهات السياسية للنيل منه لإعتبارات بعضها له علاقة بمعركة رئاسة الجمهورية لكون الحاكم لا يزال من أبرز ألأسماء المطروحة وبعضها الآخر له علاقة بالسعي لإقالته لإحلال أحدهم مكانه لمصالح مالية وشخصية تخدم هذه المصارف والجهات السياسية الملحقة بها . هل نسيً هؤلاء أن سلامة هو الذي صنع لهم ولغيرهم مجد القطاع المصرفي خلال الثلاثين سنة الماضية ؟ فالجميع يعلم أن القطاع المصرفي كان عند تعيين سلامة في الحاكمية لا يتعدى حجمه ال ١١ مليار دولار برساميله وموجوداته وودائعه ليصل حجمه عشية إنتفاضة الحراك المدني في ١٧ تشرين الأول عام ٢٠١٩ إلى حوالي ٢٨٠ مليار دولار . واذا كان هؤلاء يعتقدون كما يرددون في مجالسهم وإجتماعاتهم الخاصة أن سلامة إنتهى وأصبحت أيامه معدودة في الحاكمية نقول لهم إن من يتنكرون لليد التي أمتدت لهم وصنعت مجدهم المصرفي لا يستحقون أصلا أن يكونوا من أصحاب المصارف المحترمة وهذا دليل على قلة وفائهم وعلى شخصياتهم غير المتزنًة والمتقلبة حسب مصالحهم المالية والسياسية .
كما نسيً هؤلاء بأن سلامة وليسوا هم الذي ما زال محافظا على مصارفهم وعلى إستمرارية عملها رغم ألأزمة النقدية الوجودية التي يمر بها البلد منذ ثلاث سنوات ونيف . وحسنا فعل الوزير السابق مروان خيرالدين صاحب بنك “الموارد” ومعه بنك “عودة” الذين إنتفضا معا على أداء جمعية المصارف المريب بعدما تأكد لهما كما ذكر خيرالدين في بيانه الذي أصدره أن هم أصحاب المصارف ليس الدفاع عن مصرف لبنان ولا وضع الخطط النقدية والمالية السليمة لمساعدته على إلإنقاذ النقدي بل جل همهم هو الحفاظ على رساميلهم وليس حتى الحفاظ على أموال المودعين .
أخيرا نحذر بعض أصحاب المصارف من أصحاب الرؤوس الحامية والذين يعتقدون أنهم محميين بسلطة الأمر الواقع من محاولات التطاول على موقعنا بعد قراءتهم لموقفنا هذا لأننا عندها سنضطر لنشر التحويلات المالية التي نفذها هؤلاء لهم ولزوجاتهم وأقاربهم ومساعديهم وكبار مساهميهم ومعهم المحظيين من بعض السياسيين وعائلاتهم على حساب أموال مودعيهم بعد إنتفاضة الحراك المدني في ١٧ تشرين الأول عام ٢٠١٩ وذلك بالتواريخ وألأرقام وألأسماء . كما سنضطر أيضا للكشف تباعا عن ملفات الصفقات والتلزيمات التي كانت توزع على القوى السياسية خلال الحكومات المتعاقبة منذ إلعام ١٩٩٣ حتى اليوم والتي كانوا هم شركاء فيها عبر تمويل معظمها لحساب جهات سياسية وقبض العمولات والسمسارات الكبيرة وجني ألأرباح الطائلة من خزينة الدولة ومن جيب المكلف اللبناني معا .
قبل أيام ودع “بنك عودة” والقطاع المصرفي أللبناني ريمون عودة أحد أبرزالمصرفيين الكبار الذين عرفهم لبنان والعالم العربي والذي ترك “بصمة” لافتة في تاريخ العمل المصرفي على المستويين اللبناني والعربي منذ بداية ستينات القرن الماضي حتى اليوم . وريمون عودة هو الشقيق الأصغر للمصرفي الراحل جورج عودة الذين شكلا معا توأما مشتركا في تأسيس “بنك عودة” وإزدهاره وتقدمه وتوسعه داخل وخارج لبنان إنطلاقا من بيروت إلى نيويورك مرورا بباريس وجنيف وصولا لبغداد والقاهرة والرياض وأسطنبول حتى غدا المؤسسة المصرفية الأولى في لبنان وأحتل مكانة متقدمة في تعاطي المؤسسات المصرفية والمالية الدولية معه بوصفه يتمتع بالمعايير التقنية المصرفية المتعارف عليها عالميا .
وقد عمل الاخوان جورج وريمون عودة في وضع ألأسس المتينة لمصرفهم عبر شبكة علاقات عامة واسعة ونظيفة لبنانيا وعربيا ودوليا ساعدتهما في تدفق المساهمين المقتدرين من خليجيين وعرب وغربيين نحوهم وسارع المساهمين الكبار للعمل مع مصرفهم وتسابق أصحاب الودائع الكبيرة ليكونوا من عداد زبائنه المميزين حتى غدا “بنك عودة” القبلة ألأولى للمودعين بمختلف شرائحهم الكبيرة والمتوسطة والصغيرة . وفي بداية تسعينات القرن الماضي سجل لريمون عودة بنائه أولى قرية سياحية نموذجية في منطقة فقرا بكسروان شمالي بيروت تميزت بقصورها وفللها الفاخرة وفنادقها الرائعة التي حولتها مقصدا على مدار السنة من لبنانيين وزوار من أصحاب هواة التزلج شتاء والمصطافين صيفا وصنفت “فقرا” كواحدة من أجمل مواقع الرفاهية وسكن الأثرياء في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط .
وريمون عودة الذي إستلم رئاسة مجلس إدارة البنك وإدارته العامة منتصف التسعينات كان إلى جانبه مساعده القدير ويده اليمنى سمير حنا الذي كان يطلق عليه لقب “المصرفي الذي لا ينام” حيث قليلون يعلمون أن حنًا كان هو صاحب اليد الطولى فيما وصل إليه “بنك عودة” من تقدم وإزدهار وتوسع ومكانة مرموقة لبنانيا وعربيا ودوليا . ومنذ تسلمه رئاسة مجلس إدارة البنك وإدارته العامة في أوائل الألفية الثانية جهد سمير حنا في الحفاظ على المكانة المصرفية العالية والمرموقة التي حققها جورج وريمون عودة للمصرف رغم بعض الصعاب التي أعترضت عمله ومساهماته ببعض بلدان المنطقة والذي نجح حنًا في تجاوز البنك لها بأقل الخسائر الممكنة وأخرجه منها معافا بالتنسيق والتعاون الكاملين مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة .
وكما كان حنا اليد اليمنى للأخويين جورج وريمون عودة طوال الخمسين سنة الماضية وساهم معهما ببناء هذا الصرح المصرفي الكبير والمتقدم ها هو خليل الدبس يلعب ألى جانب حنًا نفس الدور المتقدم الذي كان يلعبه الأخير مع ألأخويين عودة . فخليل الدبس الذي يثني كل من يلتقيه على آدائه سواء خلال إجتماعات جمعية المصارف أو خلال تعاطيه مع مساهمي البنك وملاحقته لقضايا المودعين وهمومهم حيث يجهد بالتنسيق والتعاون مع مصرف لبنان لتصويب العمل المصرفي بإنتظار إعادة هيكلته من أجل المساعدة على أعادة ألعلاقة بين المصارف ومودعيها إلى ما كانت عليه قبل السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩ وتجديد الثقة بين الطرفين لما فيه خير المودعين والقطاع المصرفي ككل .
اخيرا لتكن روح ريمون عودة وهو يغادر العالم الفاني الى العالم الأبدي الذي سبقه إليه شقيقه جورج بسنوات محروسة بملائكة الرب يسوع حيث يمكنه الآن أن يطمئن إلى أن مسيرة بنك عودة ستستمر وتكمل بخطى ثابتة مع المصرفي القدير والمتميز سمير حنا حامل شعلة البنك التي لن تنطفىء وإلى جانبه يده اليمنى خليل الدبس الهادىء الرصين صاحب الشخصية المصرفية الواعدة الذي يعمل بكد وجهد يعاونه مجموعة من المساعدين الكفوئين ليبقوا “بنك عودة” قويا في مواجهة الأزمات كما كان بالأمس مع جورج وريمون عودة واليوم مع سميرحنًا وغدا معه .
قليلون فقط الذين يعلمون ان الحملة السياسية والإعلامية العنيفة التي يشنها النائب جبران باسيل وتياره الوطني الحر منذ سنتين ونيف على رياض سلامة هدفها ليس إزاحته من السبق الرئاسي لكونه أحد أبرز الأسماء المطروحة وليس هدفها أيضا إقالته من الحاكمية وتعيين شخص مؤيد له مكانه بل هدفه الحقيقي هو قطع الطريق على وجوده نهائيا في الحياة العامة لأن باسيل يدرك تمام الإدراك أن سلامة باق في الحاكمية لولاية سادسة جديدة مع العهد المقبل إذا لم ينتخب هو الرئيس لأنه يعلم أن الرئيس المقبل أيا كان هذا الرئيس لا يمكن أن يبدأ عهده بإنهيار نقدي غير مسبوق حيث أن مجرد التفكير بتعيين شخص غير سلامة سيقفز سعر صرف الدولار إلى أسعار خيالية قد يتخطى معها عتبة ليس المائة أو المائتي ألف ليرة بل ربما أكثر . فسلامة لا يزال يتمتع بالثقة والإحترام عند غالبية اللبنانيين غير المنحازين لأي جهة سياسية من قوى 8 , 14 آذار وتيار وطني حر ويشكلون الأغلبية الصامتة من الشعب اللبناني وهم يعلمون أن سلامة كان بإمكانه الحفاظ على سعر ال 1500 ليرة أمام الدولار وتجنيب البلاد الإنهيار النقدي لو أخذت حكومة دياب بإقتراحاته لجهة عدم الذهاب للإمتناع عن دفع سندات اليورو بوند 1.3 مليار دولار التي كانت مستحقة على لبنان في آذار العام 2020 مما أدى يومها إلى إنهيار الليرة أمام الدولار بأقل من ساعة من 1600 إلى 4800 ليرة . كما أن أللبنانيين يعلمون أن سلامة كان بإمكانه أن يحافظ على الإستقرار النقدي وثبات صرف الدولار على السعر الرسمي لو تجاوب معه المسؤولين وسمحوا له للذهاب إلى نادي باريس لبيع سندات اليورو بوند الثلاث والثلاثين مليار في السوق المالية الدولية بخسارة 30 في المائة من قيمتها التي كان مصرف لبنان يومذاك بقادر على تحملها لان أحتياطه كان لا يزال قويا وجلب من قيمتها حوالي 25 مليار دولار نقدا بعد تأجيل إستحقاقها من العام 2039 إلى العام 2049.
كما أن الغالبية الساحقة من اللبنانيين يدركون ان الحملات على سلامة من باسيل وتياره ومن بعض قوى الحراك المدني هي حملات ظالمة لأن هؤلاء يتهمون سلامة بما هي عليه غالبية القوى السياسية مسيحية وإسلامية وهو بريء منها . كما يدرك غالبية اللبنانيين ومعهم دوائر القرار الاميركية والفرنسية والإقليمية والمؤسسات المالية الدولية والعربية أن سلامة هو الذي لا يزال حامل البلد رغم الأزمة الوجودية غير المسبوقة التي يمر بها ويؤمن أحتياجات أهله من عملة صعبة لتغطية مشتقات النفط والإدوية والطحين ورواتب القطاعين العام والخاص وهو الذي لا يزال يحافظ على إستمرارية عمل القطاع المصرفي تمهيدا لإعادة هيكليته للنهوض بالبلد من جديد .
منذ استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري مع بداية ازمة تشرين 2019 و الدخول بمتاهة تكليف رئيس جديد و من ثم العثور في الدفاتر القديمة على شخصية فذة كالرئيس حسان دياب لتأليف حكومة ما بمعاونة لفيف من المعاونين و المستشارين اثبتت الأيام اللاحقة انهم عملاء لديفيد شينكر مغروسين في الأدارة اللبنانية منذ اكثر من 20 عاما . منذ ذلك الوقت و نحن نسمع بمصطلحات جديدة في عالم المال و المصارف و الأقتصاد . خطط تعافي و خسائر و فجوة مالية و هير كات و …. و من تحليل هذه العبارات نصل الى نتيجة واحدة ’عملت فرق المساعدين و المعاونين و المستشارين لرئاسة الحكومة و رئاسة الجمهورية على توجيه الأتهام بعناصر الهدر و الفساد وتجاوز السلطة لفريق واحد لا شريك له ” مصرف لبنان ” و القطاع المصرفي . و حددت هذه الجهات الخائنة و المتواطئة اجمالي الخسائر بقيمة 264 تريليون ليرة لبنانية و عمدت الى التخلف عن دفع استحقاق اليوروبوند و اعلان هذا التخلف ببيان رسمي من العبقري حسان دياب مما ادخل البلاد في متاهة الأفلاس و العجز لكل عناصر الدولة من الخزينة الى مصرف لبنان و بالتالي المصارف . لم يتحدث اي اختصاصي من هؤلاء العظماء عن الأموال التي استخدمتها الدولة منذ عام 1993 ولغاية وقوع الأزمة و لم يشرح احدا منهم اسباب اختفاء هذه الأموال وانما عمدوا الى تحميل المصارف و مصرف لبنان اسباب الأنهيار المالي و الى سلاح حزب الله اسباب الأنهيار الأقتصادي . كل ذلك و هم مشاركون في الخيانة و العمالة للجهة الأميركية الي ضغطت اكثر من مرة على شركات التصنيف المالية في العالم لتقييم لبنان بمستويات ائتمانية اقل انخفاضا تسريعا للأنهيار .
لكي نفهم مصير الأموال التي اعتبرت خسائر في خطط التعافي و خصوصا مع عبقرينا الجديد معالي نائب رئيس مجلس الوزراء الحالي سعادة الشامي الذي يحاول جهده تحميل المودعين اي عموم الشعب اللبناني مسؤولية الهدر و السرقة و الانفاق في خطته الجديدة المطروحة حاليا لذلك علينا متابعة كيفية اختفاء الأموال .
يودع المواطن امواله في المصرف فيقسم المصرف الوديعة الى اجزاء :
– احتياطي الزامي لدى مصرف لبنان .
– جزء سيولة بين يديه تحسبا لمطلب المودع للسحب منها .
– اقراض القطاع الخاص جزء آخر منها .
– شراء شهادات ايداع لدى مصرف لبنان ( الهندسة المالية ) .
– شراء يوروبوند مباشرة من وزارة المال تمويل للحكومات المتعاقبة .
استعمل مصرف لبنان الأموال المكتتب بها لديه في شهادات الأيداع او الودائع لتمويل الدولة اللبنانية استنادا للمادة 91 من قانون النقد و التسليف و انفاذا لقوانين اقرت في المجلس النيابي من خلال الموازنات السنوية للحكومات المتعاقبة . هذه الأموال التي اقرضها مصرف لبنان هي الفجوة التي كثر الحديث عنها خلال الفترة الماضية و التي يحاول العبقري الجديد في الحكومة اعتبارها خسائر بدلا من اعتبارها دين مستحق على الدولة يضاف اليها سندات اليوروبوند التي تشكل محفظة المصارف و في مجموعها تعادل الدين العام المستحق في ذمة الدولة اللبنانية.
يتحدثون عن هدر و فجوة بقيمة 68.5 مليار دولار نيتهم تحميلها للناس هي اجمالي الاموال التي اقرضها مصرف لبنان للحكومات و هي ارقام مستقاة من مستندات موجودة لدى مصرف لبنان بالتفصيل :
– اعتمادات فتحت كطلب وزارة الطاقة لصالح مؤسسة كهرباء لبنان اقرت في قوانين الموازنات السنوية بلغت 18.93 مليار دولار ما بين 2010-2021
– بناء لطلب وزارة الطاقة اعتمادات و نفقات بمستندات رسمية بلغت 5.6 مليار دولار .
– حاجات و مصاريف الدولة ( نفقات البعثات الدبلوماسية و …. ) و اتفاقيات و عقود و قروض خارجية 8.3 مليار دولار .
– كلفة الخطة الحكومية ( حكومة حسان دياب ) لدعم السلة الغذائية التي اقرتها و حددها وقتها الوزير راؤول نعمة وزير الأقتصاد 7.6 مليار دولار .
– تسديد سندات يوروبوند لصالح الدولة اللبنانية خلال فترة 2010-2021 بقيمة 7.5 مليار دولار .
– كلفة الأقراض و الفوائد المدفوعة خلال هذه الفترة عن دين الدولة 14.8 مليار دولار .
– اقراض الدولة بفائدة 1 % استنادا لقوانين الموازنات عن الاعوام 2018-2019 فرق الفوائد 1.6 مليار دولار .
– اقراض الدولة بدون فوائد موازنة عام 2020-2021 و استمرارها 4.2 مليار دولار .
المجموع 68.5 مليار دولار
الدولة لا تريد تسديد دينها العام و تحاول بواسطة حكوماتها تحميل هذه الفجوة المالية للناس عن طريق الهيركات لودائعهم لدى المصارف .
من هنا الهجوم على حاكم مصرف لبنان و على جمعية المصارف و القطاع المصرفي لمنعهم من المطالبة بحقوق الناس و الضغط عليهم تارة بالمطالبة باقالة حاكم مصرف لبنان و تارة باعادة تأهيل القطاع المصرفي بموجب قوانين تمحي اكثر من نصف عددها العامل في السوق . و لان الفجوة المالية اسرارها لدى الحاكم من هنا قرار الحكومات ( خصوصا حكومة حسان دياب ) و عملاؤها المتأمركين بالتركيز و تحويل الرأي العام نحو التدقيق الجنائي بدلا من معرفة كيف انفقت وزارة الطاقة اكثر من 50 مليار دولار على خدمة لا تصل الى الناس و تم تسخير بعض القضاء لخلق جبهات تحارب الحاكم و المصارف منعا من الوصول الى الحقيقة .
مضت 3 سنوات تقريبا على حركة 17 تشرين لمجموعات ما يدعى الحراك المدني و مر خلالها مآسي لا تعد و لا تحصى من استقالة حكومة سعد الحريري الى حكومة حسان دياب و فشلها الذريع خاصة مع عدم دفع استحقاقات اليوروبوند الى خطط الفاشلين المحيطين بحسان دياب ارباب شينكر الى خطة التعافي التي دعت الى محو كل شيء و البداية من جديد, الى الكورونا و امتداداتها و انفجار آب الذي دمر نصف العاصمة و التحقيقات المرتبطة به و ادت الى انقسامات سياسية حادة في البلاد الى …. و الى ….
خلال الفترة الماضية لم تأتي اية حكومة او مسؤول تيار سياسي او كتلة نيابية وازنة او اي فريق بأية خطة عمل او بارقة امل للوضع المتدهور المالي و الأقتصادي . كل هذا الوقت لم نسمع و لم نر اية اجراءات تخفف من اعباء الناس قامت بها او اقترحتها اي من المجموعات السياسية الحاكمة في البلد .
البارقة الوحيدة التي امدتنا بأمل للأستمرار تلك الخطوات و الأجراءات التي قام بها حاكم مصرف لبنان ليخفف عن الناس وطأة الأزمة و يمدهم ببعض عوامل الأستمرار و ان كانت بالحد الأدنى , بداية مع تحذيراته للحكومة من مغبة عدم الدفع لأستحقاق اليوروبوند الى تنظيم العمل ما بين المودع و المصرف و مد القطاع المصرفي بما يحتاج لتأمين حركة الاموال ما بين الناس و المصارف . و الى تأمين العملات الصعبة لحركة البلاد الأقتصادية .
ان اردنا تعداد خطوات رياض سلامة خلال الفترة الماضية نلخصها كما يلي :
– اقفال ما يعدل 1 مليون حساب للمودعين الصغار و اصحاب الحسابات ما دون ال5 الآف دولار و تحويلها من الليرة اللبنانية الى الدولار الأميركي مما حافظ على مدخرات اصغر مودعين لدى القطاع المصرفي . و ابعد شبح الخسارة عنهم .
– تنظيم العمل بالتعميم 158 مما سمح للمدخرين بالعملة الأجنبية بالسحب دولار نقدي لغاية ما يعادل 10 الآف دولار اميركي للعام الأول و نحن الآن مع بداية العام الثاني لتطبيق التعميم .
– خلق منصة صيرفة تسهيلا مع البداية لتأمين العملات الأجنبية للقطاع الأقتصادي و تمويل عمليات الأستيراد لكافة السلع و بأسعار اقل من تلك المطبقة في السوق السوداء تأمينا لمستويات اسعار استهلاكية تساعد الناس على الأستمرار.
– توسعة حركة تطبيق التعميم 161 ليشمل كافة رواتب القطاع العام و الموظفين و بالعملة الأجنبية حفاظا على بعض من القيمة الشرائية لما تبقى من قدرة لهؤلاء المواطنين للمتابعة .
– التدخل لدعم استيراد المواد الغذائية و المشتقات النفطية امتد لفترة عام تقريبا , و بالرغم من عمليات السرقة و التهريب و الاستغلال استفادت شرائح المجتمع منها و لو بالقدر القليل .
– تأمين الرواتب لموظفي القطاع العام مع انعدام ايرادات الدولة بسبب جائحة كورونا و اقفال معظم الادارات الرسمية و العمل العام .
– تأمين نفقات الدولة و مصروفاتها بالعملة الاجنبية من رواتب البعثات الدبلوماسية و عقود الصيانة و عمليات استيراد الفيول لأول سنتين من الأزمة و تأمين كافة مستلزمات الحياة للمرافق العامة .
– استيراد و دعم القمح تأمينا لرغيف المواطن بالرغم من عمليات السرقة و النهب و استغلال هذا الدعم من قبل مافيات الافران .
– استيراد و دعم الدواءعلى انواعه لمدة عامين من بداية الأزمة و من ثم تأمين الأموال لتأمين الدواء لمرضى الامراض المزمنة و السرطانية .
– ….
كل ذلك و أكثر يضاف الى عمل الحاكم و عمله الدؤوب للمحافظة على القطاع المصرفي و ابعاد شبح الأفلاس عنه و تأمين ما يلزم له بالحد المتاح لحين اقرار خطة تعافي تؤمن الأصلاحات الضرورية و اللازمة .
كل هذا العمل لم يلق من الطبقات السياسية و الفرقاء الشركاء في الوطن اي دعم او تقدير و انما جحود و نكران هائل نراه يترجم بدفع بعض القضاء الى ملاحقة رياض سلامة بذرائع واهية و حجج باطلة و تحميله مسؤولية اقتراض الدولة لأكثر من 68 مليار دولار من اموال مصرف لبنان منها اكثر من 40 مليار للكهرباء ووزارة الطاقة خلال آخر 10 سنوات . و نراهم يتقاعسون عن القيام بواجباتهم مثلا بمكافحة التهريب او بعدم مراقبة اسعار السلع و تحديد هامش ربح التجار اويمتنعون عن دعمه سياسيا اتجاه من يهاجمه ظلما وزورا و يؤثر بذلك على اسعار السوق النقدية .
المطلوب و الهدف واضح ان يكافىء من عمل بجد و جهد حين تقاعست الحكومات المتعاقبة عن العمل او اقرار خطط اقتصادية عاجلة , و ان يدعم من كل الشرفاء في هذا الوطن لعمله المتفاني للمحافظة على اموال المودعين بكافة شرائحهم و ان تقف الى جنبه النقابات و الجمعيات و تحارب الى صفه و تخرس اصوات النشاز و الهجوم و الأفتراء , و ان تعمل جمعية المصارف في لبنان كما كانت الى جنب الحاكم و بالتنسيق معه لتخفيف نتائج الأزمة عن الناس و المودعين .
الموقف المسؤول الذي أعلنه الوزير السابق المصرفي اللائق والمحترم مروان خيرالدين بتعليق عضوية مصرفه “الموارد” في جمعية المصارف إلى حين تصويب أمور عملها ونشاطها بما فيها الحفاظ على أموال المودعين والذي جاء متزامنا مع موقف أحتجاجي مماثل ومسؤول كانت أتخذته إدارة “بنك عودة” والتي رفضت إنطلاقا مما تقدم ألف تحية وتحية لخيرالدين على مواقفه الجريئة والوطنية ومعه إدارة “بنك عودة” والتي تصب في خانة حماية أموال المودعين بالدرجة الأولى وصيانة القطاع المصرفي وجمعيته من ألأخطاء وقلة المعرفة وإبعادهم عن إدارتها لتعود الجمعية للمودعين بكافة شرائحهم الصغيرة والمتوسطة والكبيرة لا جمعية لبعض أصحاب المصارف الجشعين والمتهورين وغير المسؤولين .فيه كما “الموارد” وقبلهما امين سر الجمعية تنال صباح تفرد بعض الرؤوس الحامية داخل الجمعية بالإستئثار بالقرارات . نوجه تحية كبيرة لهم ونتوقف بتمعن عند موقفهم المحترم هذا والذي جاء بمثابة “جرس إنذار” من أجل العمل سريعا لتصويب مسار توجه جمعية المصارف التي يشكل قطاعها الصورة المثلى للبنان الناجح بأبنائه المقيمين والمغتربين معا والواجهة الراقية لهم على مساحة الوطن والمنطقة وفي دنيا الإنتشار .
والموقف الاحتجاجي الذي أتخذه كل من مصرفي ” الموارد” و” عودة” وقبلهما “اللبناني السويسري” إن دل على شيء فإنه يدل على هزالة أداء الجمعية والقيمين عليها نتيجة التفرد بالقرارات غير المسؤولة وغير المبنية على رؤية واضحة وسليمة . فعدم عرض القضايا المهمة للمناقشة العامة داخل إجتماعات الإدارة وندرتها مؤخرا وتقلص مساحة الحوار بين أعضاء الجمعية الذي يسمح ببحث الأمور المصيرية والقضايا ذات الخطورة الكبرى على موجودات المصارف وسمعتها ومصير أموال المودعين . وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير تمثلت في خروج الأزمة على السطح بعد تسريب شركة Decision Boundaries للرسالة التي أرسلها مستشار جمعية المصارف كارلوس عبادي الى صندوق النقد والتي لم تناقش بين أعضاء الجمعية وتضمنت الرفض والتحفظ عن الإتفاق بين الدولة والصندوق والخطة التي لم يتم مناقشتها على طاولة مجلس إدارة الجمعية إلًا ما بين بعض المستشارين والمقربين الذين تفردوا بمواقف لا تمثل المنتسبين وخصوصا حيال ما تضمنته الورقة من المطالبة ب”بيع الذهب” ملطفا بعبارة إستثماره ، علما إن هذا الموضوع الهام هو شأن وطني عام يحتاج إلى إجماع كبير ، والدخول في نقاش حول بيعه دونه حساسيات وقوانين تثير الكثير من المواقف السلبية تجاه المصارف التي هي في غنى عنها والتي لا تستطيع أن تغرًد فيها خارج سرب هذا الإجماع الوطني .
والموقف الوطني والصادق للوزير السابق خيرالدين خير معبر عن إلإستياء مما آلت اليه الأمور لا سيما وأن البلاد تمر بأكبر أزمة أقتصادية ونقدية ومالية في تاريخها ، والتي للاسف تديرها جمعية المصارف بطريقة “دونكيشوتية” و”إستهتارية” حسب تعبيره . ويضيف خيرالدين قائلا :،إن الرسالة المرسلة من مستشار الجمعية شركة Decision Boundaries إلى رئيس بعثة صندوق النقد الدولي للبنان إرنستو راميريز ريغو ، من دون العودة إلى أعضاء الجمعية لاطلاعهم عليها ومناقشة محتوياتها معهم والإستماع إلى آرائهم ومواقفهم بشأن الحلول والخطوات وخطة العمل المقترحة قبل إرسالها ، فضلا عن عدم إبلاغ أعضاء الجمعية بتعيين الشركة المذكورة أعلاه كمستشار لجمعية المصارف وبالشروط التي ترعى هذا التعيين هي من الامور الفاضحة التي لا يمكن السكوت عنها . فالقرار يجب أن يكون جماعيا وكذلك المشورة .
وأسف خيرالدين : لكون جمعية المصارف وعلى رغم الأزمات التي يمر بها لبنان لم تدعنا إلى إجتماع للبحث في حلول تصب في مصلحة المودعين والمصارف ولبنان عموما ، وتقتصر دعواتها الى الإجتماع بهدف التوقيع على براءة ذمًة إدارتها وإقرار الميزانية وهذا إستهتار وقمة اللا مسؤولية . وأشار خيرالدين إلى أن مصرفه “الموارد” مستمر بتعليق عضويته داخل جمعية المصارف الى حين تصويب الامور بما فيها مصلحة المودعين أولا ، داعيا المصارف الأخرى إلى أن تحذو حذوه وتعلق عضويتها على أمل أن تصل الرسالة بوضوح إلى قيادة الجمعية بأن الكيل قد طفح ويجب التعامل مع الأمور بمستوى أعلى من المسؤولية والواقعية والوعي. موضحا بأنه خلال العامين الماضيين تسنت للجمعية أكثر من فرصة لمنع تفاقم الأزمة أو على الأقل لأحتوائها لكنها لم تحسن الأداء ولم تتخذ القرارات الصائبة من أجل إيجاد صيغ وحلول لإعادة الودائع إلى مستحقيها اذ كانت ولا تزال في حال إنكار غير آبهة بالإعتراف بأن المصارف الأعضاء فيها بحاجة إلى أن تكون إستباقية في أي قرار يتخذ وأن تتحمل المسؤولية بما يتناسب مع المخاطر التي أتخذها كل مصرف وهي واضحة في ميزانياتها العمومية بل لا تزال مواقفها ترمي فقط إلى حماية المصارف وأصحابها من دون تأكيد أفضلية الودائع على رؤوس أموالها وأموالها الخاصة . ومن هنا أكد خيرالدين : أن قرار جمعية المصارف بإلإقفال لمدة أسبوعين خلال إنتفاضة الحراك المدني في السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩ كان “خطأ” مميت “أضًر” بالقطاع المصرفي وبالمودعين معا وشكل ” ضربة” أولى ل”الثقة” التي كانت قائمة منذ عشرات السنين بينها وبين المودعين .
يتساءل المرء كل يوم و منذ ما قبل أزمة تشرين عن الأسباب المباشرة التي ادت و سببت بالهجوم الدائم و المباشر للرئيس عون و رئيس التيار جبران باسيل على رياض سلامة حاكم مصرف لبنان . نفهم
أن هذا الهجوم القوي للرئيس القوي سببه رغبته بمحاربة الفساد المستشري في أجهزة الدولة و سعيه الدائم لتحقيق أهداف الابراء المستحيل و لكن الا يوجد آخرون متهمون في أجهزة الدولة ؟ اذا كان الحاكم جزء من منظومة فأين أعضاءها الباقيين و اذا كان وحده الفاسد اي انه أقر في مجلس الوزراء و النواب قوانين الموازنة و انفاقها و هدرها و انه منح التزامات السدود و اتفاقيات البواخر و مناقصات الفيول و المازوت و … و…. و عليه انه المسؤول المباشر و الوحيد عن كل أنفاق و هدر و فساد عاشته الدولة خلال ٣٠ عاما مضت و انه من يدير هذه الجمهورية باجهزتها البشرية و المالية و الإدارية و انه يلعب كل الأدوار التي كنا نعتقد أن السياسيين الفاسدين الذين يتحكمون بموارد البلاد و العباد هم سبب خلق هذا الكم من الدين ألعام ,لقد ظلمناهم طيلة هذه السنين حرام و أن الأمر اقتصر على شخص يتحمل مسؤولية الهدر و السرقة في وزارة الطاقة و يستورد الفيول المغشوش و يزور محاضر مجلس الوزراء ليمدد للبواخر أو ليمرر صفقة دير عمار ٢ لشركاءه أو….أو…. أو ليعيد توزيع خوات على إحدى شركات النفط التي تهرب إلى سوريا ليستفيد من عمليات التهريب هو و من معه .
من غير المعقول أن يصدق المرء براءة هذا الهجوم و طريقته المتوحشة في كل مناسبة و عدم عقلانيته و منطقيته و بالتحليل و بالمعلومات يتوصل الناظر إلى قراءة بسيطة واضحة لتشريح النظريات المتداولة بهذا الشأن :
اولا : لا بد أن المهاجمين يحملون ضغائن شخصية للحاكم يترجمونها إعلاميا في كل مناسبة بالتجريح القاسي له بالشخص و الموقع ، سببها قد يكون مصلحة شخصية لم يلبها الحاكم في مرحلة ما.
ثانيا: قد يكون هذا الهجوم القاسي سببه أن الحاكم لا يزال احد المرشحين المحتملين للرئاسة و بتشويه صورته إعلاميا يخلق جو من النقمة عليه شعبيا و سياسيا يبعد حظوظه أن وجدت عن السبق الرئاسي.
ثالثا : قد يكون التجريح و القسوة في التعبير و اتهامه بالموبقات لدفعه لترك منصبه رغبة في تعيين احد الموالين و الازلام في هذا المركز للاسئثار في القرار النقدي و المالي للمرحلة المقبلة بما فيها من سيطرة على التصرف المالي و الإنفاق الحكومي بما يتفق مع التوجهات العامة لموجة التعيينات المطلوبة قبل انتهاء العهد حفاظا و صيانة لمصالح معينة .
رابعا: الهجوم على الحاكم و تهشيمه لمحاولة استبداله أسهل من الهجوم على اي شخص آخر لافتقاره لسند فريق سياسي يساعده و يدافع عنه و هو البعيد بذات المسافة عن كل الفرقاء و الأحزاب السياسية.
خامسا: إن الحاكم و كعادته يتجنب السجالات السياسية و لا يرد على اي هجوم عليه و يفضل السكوت بانتظار أن تثبت الايام صحة و سلامة موقعه و هو صاحب اللسان الدافئة و لا يستعمل الإعلام دفاعا عن مواقفه.
سادسا : من المستغرب و على غير العادة أن تتكتل مجموعة من القضاة معروفة الانتماء السياسي ضد الحاكم و تخلق موجة من الاخبارات التي تطالب بمحاكمة رياض سلامة استكمالا للهجوم الذي يتعرض اليه و المستغرب اكثر أن تستعمل مجموعة القضاة هذه وسائل التواصل الاجتماعي لتهييج الرأي العام و استعمال الشعبوية في التعاطي مع الملفات التقنية .
لم تصل إلى مكان كل الملاحقات القضائية لا لشيء و إنما لأن أساسها خاطيء و غير قانوني و قد يكون الحاكم عليه مسؤولية معينة لكنها بالاكيد ليست تلك التي يهاجمونه من أجلها في الداخل و الخارج . ٣ سنوات و هم يحاولون في كل مكان و في كل الملفات و لم يصلوا إلى أي نتيجة .ألم يحن الأوان أن نفكر منطقيا و بعدل و انصاف لماذا هذا الهجوم الدائم و ماهو السر الخفي وراءه.؟
إن إنتخاب الدكتور جوزف طربية رئيسا للمصرفيين العرب في القاهرة مؤخرا هو ثقة متجددة من الأشقاء العرب ليس بطربيه وكفاءاته المصرفية العالية وأخلاقه النبيلة وشخصيته المحترمة فحسب بل عبره هو تجديد ثقتهم الكبيرة بالقطاع المصرفي اللبناني أيضا وبسلطته النقدية رغم كل ما أصاب لبنان من إنهيارات على المستويات المالية والإقتصادية .
والثقة العربية الكبيرة التي نالها لبنان بقطاعه المصرفي وحاكمية البنك المركزي عبر طربيه لهي دليل قاطع من جميع المصرفيين العرب ومن خلفهم حكوماتهم ومواطني دولهم بعدم تفريطهم بلبنان الذي رغم ما أصابه يبقى بالنسبة لهم لؤلؤة المنطقة بفرحه وحبه للحياة وطاقات أبنائه الذين يزينون معظم الدول العربية بكفاءاتهم العلمية العالية على كافة المستويات الطبية والجامعية والسياحية والتجارية والصناعية والزراعية . وهي دليل قاطع منهم إيضا على أن ثقتهم بلبنان كانت وستبقى محط أعتزاز وفخر وتقدير عندهم لن تتراجع قيد إنملة مهما أشتدت الصعاب والمحن على هذا البلد الجميل الذي كان وسيبقى منارة العالم العربي يفيض حبا وتألقا وإبداعا .
وبالمعلومات فإن أختيار طربية لرئاسة إتحاد المصرفيين العرب لم يأتي من فراغ فقد جاء متزامنا مع ما يتم تداوله في المحافل المالية الدولية عن وجود توجه أميركي وفرنسي وخليجي جدي بالرغبة في الإستثمار بالقطاع المصرفي اللبناني بعد إعادة هيكليته لتصحيح أوضاعه من أجل المساهمة عبره بإعادة إستنهاض لبنان في كافة قطاعاته الأنتاجية ليعود إلى لعب دوره المتقدم في المنطقة نظرا للمكانة الكبيرة التي له ولأبنائه فيها .