يتساءل المرء كل يوم و منذ ما قبل أزمة تشرين عن الأسباب المباشرة التي ادت و سببت بالهجوم الدائم و المباشر للرئيس عون و رئيس التيار جبران باسيل على رياض سلامة حاكم مصرف لبنان . نفهم
أن هذا الهجوم القوي للرئيس القوي سببه رغبته بمحاربة الفساد المستشري في أجهزة الدولة و سعيه الدائم لتحقيق أهداف الابراء المستحيل و لكن الا يوجد آخرون متهمون في أجهزة الدولة ؟ اذا كان الحاكم جزء من منظومة فأين أعضاءها الباقيين و اذا كان وحده الفاسد اي انه أقر في مجلس الوزراء و النواب قوانين الموازنة و انفاقها و هدرها و انه منح التزامات السدود و اتفاقيات البواخر و مناقصات الفيول و المازوت و … و…. و عليه انه المسؤول المباشر و الوحيد عن كل أنفاق و هدر و فساد عاشته الدولة خلال ٣٠ عاما مضت و انه من يدير هذه الجمهورية باجهزتها البشرية و المالية و الإدارية و انه يلعب كل الأدوار التي كنا نعتقد أن السياسيين الفاسدين الذين يتحكمون بموارد البلاد و العباد هم سبب خلق هذا الكم من الدين ألعام ,لقد ظلمناهم طيلة هذه السنين حرام و أن الأمر اقتصر على شخص يتحمل مسؤولية الهدر و السرقة في وزارة الطاقة و يستورد الفيول المغشوش و يزور محاضر مجلس الوزراء ليمدد للبواخر أو ليمرر صفقة دير عمار ٢ لشركاءه أو….أو…. أو ليعيد توزيع خوات على إحدى شركات النفط التي تهرب إلى سوريا ليستفيد من عمليات التهريب هو و من معه .
من غير المعقول أن يصدق المرء براءة هذا الهجوم و طريقته المتوحشة في كل مناسبة و عدم عقلانيته و منطقيته و بالتحليل و بالمعلومات يتوصل الناظر إلى قراءة بسيطة واضحة لتشريح النظريات المتداولة بهذا الشأن :
اولا : لا بد أن المهاجمين يحملون ضغائن شخصية للحاكم يترجمونها إعلاميا في كل مناسبة بالتجريح القاسي له بالشخص و الموقع ، سببها قد يكون مصلحة شخصية لم يلبها الحاكم في مرحلة ما.
ثانيا: قد يكون هذا الهجوم القاسي سببه أن الحاكم لا يزال احد المرشحين المحتملين للرئاسة و بتشويه صورته إعلاميا يخلق جو من النقمة عليه شعبيا و سياسيا يبعد حظوظه أن وجدت عن السبق الرئاسي.
ثالثا : قد يكون التجريح و القسوة في التعبير و اتهامه بالموبقات لدفعه لترك منصبه رغبة في تعيين احد الموالين و الازلام في هذا المركز للاسئثار في القرار النقدي و المالي للمرحلة المقبلة بما فيها من سيطرة على التصرف المالي و الإنفاق الحكومي بما يتفق مع التوجهات العامة لموجة التعيينات المطلوبة قبل انتهاء العهد حفاظا و صيانة لمصالح معينة .
رابعا: الهجوم على الحاكم و تهشيمه لمحاولة استبداله أسهل من الهجوم على اي شخص آخر لافتقاره لسند فريق سياسي يساعده و يدافع عنه و هو البعيد بذات المسافة عن كل الفرقاء و الأحزاب السياسية.
خامسا: إن الحاكم و كعادته يتجنب السجالات السياسية و لا يرد على اي هجوم عليه و يفضل السكوت بانتظار أن تثبت الايام صحة و سلامة موقعه و هو صاحب اللسان الدافئة و لا يستعمل الإعلام دفاعا عن مواقفه.
سادسا : من المستغرب و على غير العادة أن تتكتل مجموعة من القضاة معروفة الانتماء السياسي ضد الحاكم و تخلق موجة من الاخبارات التي تطالب بمحاكمة رياض سلامة استكمالا للهجوم الذي يتعرض اليه و المستغرب اكثر أن تستعمل مجموعة القضاة هذه وسائل التواصل الاجتماعي لتهييج الرأي العام و استعمال الشعبوية في التعاطي مع الملفات التقنية .
لم تصل إلى مكان كل الملاحقات القضائية لا لشيء و إنما لأن أساسها خاطيء و غير قانوني و قد يكون الحاكم عليه مسؤولية معينة لكنها بالاكيد ليست تلك التي يهاجمونه من أجلها في الداخل و الخارج . ٣ سنوات و هم يحاولون في كل مكان و في كل الملفات و لم يصلوا إلى أي نتيجة .ألم يحن الأوان أن نفكر منطقيا و بعدل و انصاف لماذا هذا الهجوم الدائم و ماهو السر الخفي وراءه.؟

Written by beirut-act