عودة يفقد توأمه الثاني المؤسس ويستمر بخطى ثابتة مع حنًا والدبس

قبل أيام ودع “بنك عودة” والقطاع المصرفي أللبناني ريمون عودة أحد أبرزالمصرفيين الكبار الذين عرفهم لبنان  والعالم العربي والذي ترك “بصمة” لافتة في تاريخ العمل المصرفي على المستويين اللبناني والعربي منذ بداية ستينات القرن الماضي حتى اليوم . وريمون عودة هو الشقيق الأصغر للمصرفي الراحل جورج عودة الذين شكلا معا توأما مشتركا في تأسيس “بنك عودة” وإزدهاره وتقدمه وتوسعه داخل وخارج لبنان إنطلاقا من بيروت إلى نيويورك مرورا  بباريس وجنيف وصولا لبغداد والقاهرة والرياض وأسطنبول حتى غدا المؤسسة المصرفية الأولى في لبنان وأحتل مكانة متقدمة في تعاطي المؤسسات المصرفية والمالية الدولية معه بوصفه يتمتع بالمعايير التقنية المصرفية المتعارف عليها عالميا .

وقد عمل الاخوان جورج وريمون عودة في وضع ألأسس  المتينة لمصرفهم عبر شبكة علاقات عامة واسعة ونظيفة لبنانيا وعربيا ودوليا ساعدتهما في تدفق المساهمين المقتدرين من خليجيين وعرب وغربيين نحوهم وسارع المساهمين الكبار للعمل مع مصرفهم وتسابق أصحاب الودائع الكبيرة ليكونوا من عداد زبائنه المميزين حتى غدا “بنك عودة” القبلة ألأولى للمودعين بمختلف شرائحهم الكبيرة والمتوسطة والصغيرة . وفي بداية تسعينات القرن الماضي سجل لريمون عودة بنائه أولى قرية سياحية نموذجية في منطقة فقرا بكسروان شمالي بيروت تميزت بقصورها وفللها الفاخرة وفنادقها الرائعة التي حولتها مقصدا على مدار السنة من لبنانيين وزوار من أصحاب هواة التزلج شتاء والمصطافين صيفا وصنفت “فقرا” كواحدة من أجمل مواقع الرفاهية وسكن الأثرياء في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط .

وريمون عودة الذي إستلم رئاسة مجلس إدارة البنك وإدارته  العامة منتصف التسعينات كان إلى جانبه مساعده القدير ويده اليمنى سمير حنا الذي كان يطلق عليه لقب “المصرفي الذي لا ينام” حيث قليلون يعلمون أن حنًا كان هو صاحب اليد الطولى فيما وصل إليه “بنك عودة” من تقدم وإزدهار وتوسع ومكانة مرموقة لبنانيا وعربيا ودوليا . ومنذ تسلمه رئاسة مجلس إدارة البنك وإدارته العامة في أوائل الألفية الثانية جهد سمير حنا في الحفاظ على المكانة المصرفية العالية والمرموقة التي حققها جورج وريمون عودة للمصرف رغم بعض الصعاب التي أعترضت عمله ومساهماته ببعض بلدان المنطقة والذي نجح حنًا في تجاوز البنك لها  بأقل الخسائر الممكنة وأخرجه منها معافا بالتنسيق والتعاون الكاملين مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة .

وكما كان حنا اليد اليمنى للأخويين جورج وريمون عودة طوال الخمسين سنة الماضية وساهم معهما ببناء هذا الصرح المصرفي الكبير والمتقدم ها هو خليل الدبس يلعب ألى جانب حنًا نفس الدور المتقدم الذي كان يلعبه الأخير مع ألأخويين عودة . فخليل الدبس الذي يثني  كل من يلتقيه على آدائه سواء خلال إجتماعات جمعية المصارف أو خلال تعاطيه مع مساهمي البنك وملاحقته لقضايا المودعين وهمومهم حيث يجهد بالتنسيق والتعاون مع مصرف لبنان لتصويب العمل المصرفي بإنتظار إعادة هيكلته من أجل المساعدة على أعادة ألعلاقة بين المصارف ومودعيها إلى ما كانت عليه قبل السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩ وتجديد الثقة بين الطرفين لما فيه خير المودعين والقطاع المصرفي ككل .

اخيرا لتكن روح ريمون عودة وهو يغادر العالم الفاني الى العالم الأبدي الذي سبقه إليه شقيقه جورج بسنوات محروسة بملائكة الرب يسوع حيث يمكنه الآن أن يطمئن إلى أن مسيرة بنك عودة ستستمر وتكمل بخطى ثابتة مع المصرفي القدير والمتميز سمير حنا حامل شعلة البنك التي لن تنطفىء وإلى جانبه يده اليمنى خليل الدبس الهادىء الرصين صاحب الشخصية المصرفية الواعدة الذي يعمل بكد وجهد يعاونه مجموعة من المساعدين الكفوئين ليبقوا “بنك عودة” قويا في مواجهة الأزمات كما كان بالأمس مع جورج وريمون عودة واليوم مع سميرحنًا وغدا معه .

Written by beirut-act