سواء أنتخب رئيس أم لا سلامة باق في الحاكمية مع العهد الجديد
قليلون فقط الذين يعلمون ان الحملة السياسية والإعلامية العنيفة التي يشنها النائب جبران باسيل وتياره الوطني الحر منذ سنتين ونيف على رياض سلامة هدفها ليس إزاحته من السبق الرئاسي لكونه أحد أبرز الأسماء المطروحة وليس هدفها أيضا إقالته من الحاكمية وتعيين شخص مؤيد له مكانه بل هدفه الحقيقي هو قطع الطريق على وجوده نهائيا في الحياة العامة لأن باسيل يدرك تمام الإدراك أن سلامة باق في الحاكمية لولاية سادسة جديدة مع العهد المقبل إذا لم ينتخب هو الرئيس لأنه يعلم أن الرئيس المقبل أيا كان هذا الرئيس لا يمكن أن يبدأ عهده بإنهيار نقدي غير مسبوق حيث أن مجرد التفكير بتعيين شخص غير سلامة سيقفز سعر صرف الدولار إلى أسعار خيالية قد يتخطى معها عتبة ليس المائة أو المائتي ألف ليرة بل ربما أكثر . فسلامة لا يزال يتمتع بالثقة والإحترام عند غالبية اللبنانيين غير المنحازين لأي جهة سياسية من قوى 8 , 14 آذار وتيار وطني حر ويشكلون الأغلبية الصامتة من الشعب اللبناني وهم يعلمون أن سلامة كان بإمكانه الحفاظ على سعر ال 1500 ليرة أمام الدولار وتجنيب البلاد الإنهيار النقدي لو أخذت حكومة دياب بإقتراحاته لجهة عدم الذهاب للإمتناع عن دفع سندات اليورو بوند 1.3 مليار دولار التي كانت مستحقة على لبنان في آذار العام 2020 مما أدى يومها إلى إنهيار الليرة أمام الدولار بأقل من ساعة من 1600 إلى 4800 ليرة . كما أن أللبنانيين يعلمون أن سلامة كان بإمكانه أن يحافظ على الإستقرار النقدي وثبات صرف الدولار على السعر الرسمي لو تجاوب معه المسؤولين وسمحوا له للذهاب إلى نادي باريس لبيع سندات اليورو بوند الثلاث والثلاثين مليار في السوق المالية الدولية بخسارة 30 في المائة من قيمتها التي كان مصرف لبنان يومذاك بقادر على تحملها لان أحتياطه كان لا يزال قويا وجلب من قيمتها حوالي 25 مليار دولار نقدا بعد تأجيل إستحقاقها من العام 2039 إلى العام 2049.
كما أن الغالبية الساحقة من اللبنانيين يدركون ان الحملات على سلامة من باسيل وتياره ومن بعض قوى الحراك المدني هي حملات ظالمة لأن هؤلاء يتهمون سلامة بما هي عليه غالبية القوى السياسية مسيحية وإسلامية وهو بريء منها . كما يدرك غالبية اللبنانيين ومعهم دوائر القرار الاميركية والفرنسية والإقليمية والمؤسسات المالية الدولية والعربية أن سلامة هو الذي لا يزال حامل البلد رغم الأزمة الوجودية غير المسبوقة التي يمر بها ويؤمن أحتياجات أهله من عملة صعبة لتغطية مشتقات النفط والإدوية والطحين ورواتب القطاعين العام والخاص وهو الذي لا يزال يحافظ على إستمرارية عمل القطاع المصرفي تمهيدا لإعادة هيكليته للنهوض بالبلد من جديد .
Leave a Comment