خلال الايام المنصرمة لاحظ مراقبون ومتابعون ومصرفيون كبار قيام مصادر مالية غير معلومة بتسريب اخبار على بعض صفحات ألجرائد ألألكترونية عن قيام أحد أعضاء مجموعة البنك الدولي برفع دعوى قضائية ضد “بنك عودة” للحصول على أكثر من ٢٣٤ مليون دولار أميركي من ألقروض ومدفوعات ألفوائد على مدى ألسنوات ألأربع الماضية . مشيرة إلى أن “بنك عودة” فشل في سداد ألفوائد ألمستحقة عليه من نيسان وتشرين ألأول ألعام ٢٠٢٠ لغاية العام ٢٠٢٤ . موضحة أن مؤسسة التمويل الدولية كانت في ٢٧ آذار من العام ٢٠١٤ قد دفعت مبلغ ٣٧،٥ مليون جنيه أسترليني لبنك عودة بموجب أتفاقية قرض واحدة ، وبموجب أتفاقية قرض أخرى دفع ألصندوق له أيضا مبلغ ١١٢،٥ مليون دولار أميركي . ليتبين من الخبر المذكور ان تلك المصادر مع الاحترام الكلي لها لم تعرف لمن يجب أن يسدد “بنك عودة” ديونه هذه هل ل”مؤسسة ألتمويل ألدولية” أم ل”صندوق ألدين ألعالمي” الذي يديرهما معا حسب قولها صندوق الديون الثانوية (IFC Capitalization) وذلك منذ حصوله على القرضين المشار أليهما آنفا في ألعام ٢٠١٤ ، وفقا لمطالبة ألمحكمة ألعليا .
ومع الأحترام لهذه ألمصادر فإن زجها كذلك بأسم “مصرف لبنان” في حملتها غير الواقعية تلك على “بنك عودة” لم يكن موفقا ، إذ ربما كانت أرادت من ذلك بقصد أو عن غير قصد أقحام مصرف لبنان بهذا ألموضوع عبر ذكر إسمه زورا وبهتانا بالموضوع بغية تصويره بأنه هو أيضا في مواجهة مباشرة مع “بنك عودة” وأظهاره وكإنه يعمل في خدمة المؤسسات المالية الدولية لا في خدمة سياساته النقدية الوطنية وتعاميمه وسهره على ديمومة عمل القطاع المصرفي ألمؤتمن هو على رعايته وأستمراريته ورعاية السياسة النقدية ، كما هو مؤتمن على تأمين ورعاية مالية الدولة لجهة أستمراره بتأمين رواتب الدولة برئاساتها الثلاث وسلطاتها القضائية والإدارية والعسكرية والامنية .
وبناء عليه نسجل الملاحظات التالية :
أولا : إن ألحملة غير الواقعية والغير مبررة على “بنك عودة” يبدو أنها تأتي نتيجة حنق المصادر المالية ألمجهولة تلك من نجاح إدارته في ألصمود بوجه عاصفة ألازمة النقدية غير ألمسبوقة التي شهدها لبنان وباقي المؤسسات المصرفية العريقة فيه .حيث أظهرت إدارة “بنك عودة” في أعقاب تلك ألازمة مسؤولية عالية على مواجهتها وقدرة على تجاوزها بليونة وسلاسة ، محافظة بحكمتها وقيادتها السليمة والكفؤءة على مكانة “البنك ألاولى” في لبنان ، وعلى إحترام المؤسسات المالية والنقدية الدولية والعربية له ولا سيما الاميركية والاوروبية والخليجية منها . خاصة بعدما أستطاع كل من سمير حنا وخليل الدبس وفريق عملهما ألداؤوب والنشط والمثابر ، بتعاونهم المخلص مع مصرف لبنان منذ حاكمه السابق رياض سلامة وصولا لحاكمه ألحالي بالإنابة وسيم منصوري من الحفاظ على استمرار ثقة جميع زبائنهم بكافة شرائحهم الصغيرة والمتوسطة والكبيرة داخل وخارج لبنان بمصرفهم وبادارته السليمة بمن فيهم مؤسسات الاستثمار الدولية موضوع ألإستدانة المشار إليه آنفا . حيث أبدى حنا والدبس وفريق عملهما المخلص كل الحرص لإعادة الودائع لأصحابها من زبائن مصرفهم داخل وخارج لبنان وسداد كامل المستحقات والإلتزامات المالية المطلوبة من مصرفهما وذلك وفق الألية التي سيقرها لاحقا مصرف لبنان بالتفاهم مع جمعية المصارف وبالاتفاق الكامل مع الحكومة ممثلة بوزارة المالية لجهة بدء دفع الاخيرة لديونها المتوجبة عليها تجاه مصرف لبنان والمصارف معا .
ثانيا : نعم يحق ل” بنك عودة” التسلح بتعاميم مصرف لبنان لا سيما تعاميمه المتعلقة بعدم سداد قروض ألإستثمار ، فمثلا بداية العام ٢٠٢٠ كان لأحد المصارف اللبنانية الكبيرة نتحفظ عن ذكر أسمه أستحقاق متوجب عليه أيضا لدفع مبلغ ٢٥٠ مليون دولار أميركي لأحد صناديق ألإستثمار ألدولية لديه فأصدر مصرف لبنان آنذاك تعميم ألزمه بموجبه الإعتذار من ألجهة المالية الدولية المعنية عن الدفع بما فيها الفوائد وذلك بسبب أولا نفاد مسألة الربحية لديه نتيجة الازمة النقدية الراهنة ، وثانيا للحفاظ على السيولة النقدية في محفظته المالية وحمايتها في ظل الوضع الدقيق التي تمر به العلاقة بين المصارف ومودعيها بسبب الأزمة النقدية الحادة التي يعيشها البلد أسوة بباقي مصارف العالم عندما تتعرض بلدانهم لمثل تلك ألأزمات النقدية الحادة . علما إن “بنك عودة” من خلال مكتب المحاماة العريق “ديشارت” الذي كلفه بمتابعة الموضوع قانونيا عنده من الحجج والبيانات ألكافية (بمعزل عن تعاميم مصرف لبنان) التي بإمكانه تقديمها للجهات القضائية المعنية هناك لتبيان حقيقة موقفه القائم ليس على التهرب من الدفع بل إنتظار ما يمكن أن تسفر عنه الحلول لإنهاء الأزمة النقدية الراهنة وفق ألآلية المالية المنتظر ان تقرها الحكومة للقطاع المصرفي ككل .
ثالثا : إن تاريخ عمل “بنك عودة” مع المؤسسات المالية وصناديق الإستثمار داخل وخارج لبنان ، مشهود له بالمصداقية وألثقة والإحترام ألكامل ، لا سيما وأنه لم تسجل له طوال تاريخه المصرفي العريق ، انه تهرب يوما من أي إلتزام مصرفي أو مالي له وعليه . ومؤسسة التمويل الدولية (IFC) كما باقي صناديق ألإستثمار الدولية الذي تعاطت مع إدارته المحترمة بثقة وثبات خلال سنوات عمله المستمر إلى أليوم ؛ تعلم علم اليقين ، أنه لم تسجل عليه يوما ، تهربه من سداد أي إستحقاق مالي واحد عليه ، أو حتى التهرب من دفع فوائده .
ولهذا نقول إن من حق بنك عودة “القانوني” تأجيل دفع “أستحقاقه” ألمشار إليه لحين بت مصرف لبنان مسألة إعادة هيكلة المصارف وتبيان الحل الذي سيعتمد لسداد الدولة اللبنانية مستحقاتها المالية ألمتوجبة عليها لمصرف لبنان والمصارف وبنك عودة في طليعتهم .