أميركا إيران التسوية أو جنون نتياهو

 

 

 

بعد أعلان البيت ألأبيض على لسان رئيسه عن بدء مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران في مسقط بين وزير الخارجية الايراني عباس عرقتنجي وستيفن ويتكوف برعاية وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البو سعيدي للتفاهم بين الجانبين على  ألتوصل إلى تسوية تعيد أما ألعمل بألإتفاق النووي الذي كانت توصلت إليه إدارة أوباما مع أيران عام 2015 وجمدت إدارة ترامب ألأولى العمل به عام  2018 ، أو يتوصلان إلى أتفاق جديد وفق ألمتغيرات ألتي شهدتها منطقة ألشرق بعد عملية طوفان ألأقصى وحربي غزة ولبنان وسقوط نظام ألاسد والتقسيمات الديمغرافية التي تشهدها سوريا . ظهرت واشنطن وكأنها تحاول إيهام ألرأي العام الدولي أن المفاوضات المباشرة بينهما جاءت بعد التهديدات ألتي وجهها ترامب لطهران بتوجيه ضربة عسكرية لها ، مرسلا سفنه الحربية وحاملات طائراته إلى المنطقة لهذه ألغاية مما أجبرها للأنصياع والأسراع للتفاوض والجلوس على طاولة ألمفاوضات مع إدارته. وفي ألمقابل أرادت إيران هي ايضا إيهام ألرأي العام الدولي أن ترامب وإدارته أوقفا تهديداتهم العسكرية بتوجيه ضربة عسكرية لها وأنصاعا للتفاوض معها بعدما هددت هي بدورها في توجيه ضربة عسكرية موجعة لاسرائيل تتمثل بأستعدادها لأطلاق ألاف الصواريخ البالستية الكاتمة للصوت نحو مفاعلها ألنووي في ديمونا وأستهدافها أيضا كل القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في المنطقة . الطرفان يلعبان على حافة الهاوية ولكنهما يدركان ان عداوتهما سيكون لها نهاية سواء بالمصالحة أو بألأحتواء من قبلهما . ولهذا نذكر بأننا كنا عبر صفحة ألمنبر في العزيزة “النهار”  قد كشفنا في مقالات عديدة نشرناها في أعقاب عملية طوفان ألأقصى عن توصلهما لأتفاق نتيجة أجرائهما مفاوضات في عهد بايدن بين عامي 2022 و 2023 توصلا خلالها  للتفاهم على صيغة أتفاق عنوانه ألعريض المفاعل النووي لكنه يتضمن في ملاحقه السرية تفاهمات عميقة وضمانات متبادلة قمنا آنذاك بنشر تفاصيلها في مقالاتنا تلك ويمكن الرجوع إليها والتذكير بها والتي تقوم على تعهد طهران

1- وقف العمل الكلي لصنع القنبلة النووية .

2- الموافقة على إنهاء المواجهات العسكرية في المنطقة مع إسرائيل والذهاب لاقرار التسوية  فيها وفق حل شامل يرضي كل الاطراف

.                                                                                                                                                                                                                3 – تجميد العمل بإتفاقية التبادل التجاري التي كانت ابرمتها طهران مع بكين وتقدر قيمتها السنوية بحوالي 60 مليار دولار  اميركي .

وبالمقابل تحصل إيران من أميركا على :

1-  رفع العقوبات الاقتصادية عنها .

2 – استرجاع اموالها المجمدة في المصارف الاميركية ألبالغة ١٢٣ مليار دولار

3 – أعطائها ضمانات على حدودها مع أفغانستان وباكستان كونهما بلدان سنيان كبيران معاديان لها ، وضمانات مماثلة على حدودها مع أذربيجان لجهة عدم أستغلال اسرائيل لتحالفها معها للقيام بأعمال أمنية ضدها في ألداخل الإيراني .

4 – أعطائها ضمانات أيضا بعدم تحوييل العراق في المستقبل إلى دولة معادية لها كما كان زمن صدام حسين بعد انتهاء نفوذها فيه . وهذا ما يفسر كلام وزير الخارجية ألعراقي فؤاد حسين عندما أعلن في 23 آذار ألماضي أن ألعراق ليس جزءا من محور المقاومة ، وان بغداد ترفض نظرية وحدة الساحات .

5 – اعطائها ضمانات ايضا بعدم السماح للمكون الكردي المنتشر والمتواجد على مساحات واسعة من إيران مرورا بالعراق وصولا لسورية وإنتهاء بتركيا للإندماج وتشكيل دولته القومية .

يومها تفاهمت واشنطن وطهران على ألأعلان عن أتفاقهما هذا في صيف العام  2024 أي قبل شهرين من ألأنتخابات ألرئاسية من أجل أستثمار نتائجه لصالح مرشح الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس . لكن عملية طوفان ألأقصى في السابع من تشرين ألأول ألعام  2023 التي فاجأت طهران وما تلاها من حرب واسعة على غزة ولبنان جمد آنذاك الأعلان عن هذا ألاتفاق من قبل الطرفين معا . واليوم تنطلق إدارة ترامب من مسودة هذا ألأتفاق لإعادة تفاوضها معها . والمعلومات التي وصلت إلى بيروت تشير إلى أن ألجانب ألإميركي يتجه في مفاوضاته المباشرة مع الجانب ألإيراني لتقديم عرض إضافي إلى ما كان قد تم التوصل إليه وفق مسودة ألإتفاق مع إدارة بايدن يقوم على التال

1 – الموافقة على إعادة أعمار مناطق الضاحية والجنوب والبقاع والقبول بإرسال إيران ألأموال اللازمة للبيئة الشيعية لهذه الغاية والسماح بتدفق المساعدات المالية العربية والدولية للبنان لنهوض ألدولة بمؤسساتها والمشاركة بورشة أعمار البلد واطلاق عجلة النمو والانتاج والازدهار فيه من جديد . وأجبار أسرائيل على انسحابها من التلال الخمسة ووقف أعمالها العدائية ضد لبنان برا وجوا . وعدم أضعاف الثنائي الشيعي داخل تركيبة السلطة في لبنان مقابل موافقة حزب الله على أدخال عناصره إلى المؤسسات العسكرية والامنية اللبنانية على غرار ما جرى مع عناصر الميليشيات بعد انتهاء الحرب الاهلية العام ١٩٩٠ . وأعطاء الثنائي الشيعي الضوء الأخضر  لدعم بدء الحكومة اللبنانية مفاوضاتها الديبلوماسية والعسكرية مع إسرائيل برعاية اميركية وفرنسية للتفاهم على ترسيم الحدود ألبرية على غرار موافقتهما ودعمهما السابق لترسيم الحدود البحرية بين الجانبين قبل ثلاث سنوات لإنهاء حالة الحرب كليا بين البلدين .

2 – كما اجبار أسرائيل لوقف أعمالها ألحربية في غزة والقبول بأطلاق ورشة اعمارها وضمان مستقبل العمل السياسي لحركة حماس داخل السلطة ألفلسطينية وابتعادها عن الخيار العسكري . مقابل دعوة طهران لحماس بتسليمها إدارة القطاع للسلطة الفسطينية والقبول بدمج عناصرها بشرطتها وتسهيلها أي أتفاق تتوصل إليه السلطة مع إسرائيل حول مستقبل المسألة الفلسطينية والأراضي المحتلة في غزة والضفة والقدس الشرقية .

3 – أعطاء طهران موافقتها ودعمها أيضا لأي أتفاق تبرمه ألإدارة السورية مع إسرائيل لاحقا حول الترتيبات ألإمنية في كامل الجنوب السوري سواء كانت إدارة ألشرع أو غيرها .

4 –  إخيرا تتعهد طهران بفتح قطاعات النفط والغاز والنقل والاتصالات أمام الشركات والمؤسسات الاميركية واتاحة أستخراج المعادن النادرة خصوصا الليثيوم أمام ألأستثمارات الأميركية .

على ضوء ما تقدم هل تنتقل ألمنطقة مع أميركا وإيران إلى ألتسوية ألشاملة . فلا مفر لهما إلا التوصل للتفاهم الكلي لان هناك عامل واحد قد ينسف مفاوضاتهما واي اتفاق قد يصلان إليه وينسف خارطة الطريق التي رسماها لتسويتهما المحتملة وهو نتياهو الذي قد يستبق اتفاقهما المنتظر بتوجيهه ضربة لإيران للهروب من أزماته ألداخلية ويبعد المحاسبة القضائية عنه وعن زوجته ومساعديه والتي قد تقودهم للسجن .

 

Written by beirut-act