شكرا للسلاح

النواب الذين فازوا على لوائح ما سميً المجتمع المدني يمكن أن يطلق عليهم نواب “المجتمعات المدنية” لانهم ظهروا من مواقفهم المتناقضة وكأنهم قادمين إلى البرلمان “من كل وادي عصى” لا رؤية وطنية متكاملة ولا ثقافة سياسية شاملة ولا معرفة سليمة وواعية بواقع الداخل اللبناني خاصة وواقع المنطقة عامة . فمعظمهم كان عنوان حملته الانتخابية الاعتراض على سلاح حزب الله وكيفية مواجهته فقط ولهذا وجب عليهم أن يشكروا قيادته لأن وجود سلاحه خدمهم في رفع شعار السيادة والمناداة بنزعه على غرار ما فعل نواب القوى السيادية الحزبية والشخصيات السياسية المستقلة .
نعم على معظم نواب المجتمعات المدنية وليس كلهم ومعهم نواب القوى السيادية شكر قيادة حزب الله لانها وفرت لهم القضية التي رفعوا شعارها وخاضوا الانتخابات النيابية على اساسها فتأمنت تحت حجتها الأموال الطائلة التي قسمت بالطبع الى نصفين قسم صرف على اعلانات الطرقات واعلام الشاشات ومندوبي الاقلام وشراء الطعام والبنزين والاصوات والثاني وضع تحت الوسادة .
نعم عليهم شكر حزب الله لان وجود سلاحه جعلهم يبدؤون بالمناداة بنزعه لاستعادة السيادة قبل أن يبدؤا بالمناداة بمحاربة الفساد وإقرار إصلاحات دستورية وقانون إنتخاب عصري وقبل أيضا المناداة بإعادة الكهرباء والماء إلى المنازل ووقف المولدات والسترنات وإيجاد البنزين في المحطات والدواء في الصيدليات والطحين في الأفران وإعادة الودائع إلى مودعيها . فمعظم هؤلاء النواب الذين فازوا كان همهم السلاح اليسوا هم سياديون ، ولهذا يستطيع معظمهم بعد اربع سنوات أن يهرب من مساءلة ناخبيهم لهم عن إنجازاتهم ليردوا عليهم بانهم عجزوا في معالجة الأزمات المعيشية وفشلوا في تأمين الكهرباء ٢٤/٢٤ والماء والبنزين والدواء والرغيف وفي إعادة الودائع لأصحابها لأنهم كانوا منشغلون بمعالجة السلاح وكيفية نزعه وتحرير البلد من احتلال الدولة الإقليمية التي ترعاه حفاظا على السيادة الذي لولا وجود كل هذا كانوا نجحوا في إعادوا لبنان إلى اللبنانيين سويسرا الشرق .

Written by beirut-act