الرئاسة مشكلة باسيل مع نصرالله و سلامة .

مشكلة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في إنه فاسد كباقي منظومة الفساد المتحكمة بالبلد ويحاضر بالعفة في معزوفته الدائمة الموزعة بين إنتقاده الشديد لحزب الله وهجومه أللاأخلاقي على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة . والقاسم المشترك بين الأثنين بالنسبة لباسيل هي كرسي الرئاسة التي من أجلها يستهدفهما بإنتقاده وهجومه . بالنسبة لحزب الله فإن التباين السياسي المخفي منذ سنوات مع باسيل ظهر مؤخرا على سطح الماء وقد كانت beirut act أول من تحدث عنه في عدة مقالات وكشفنا فيها عن ألإنزعاج الكبير لباسيل من نصرالله منذ لحظة إنتخاب عون للرئاسة عام ٢٠١٦ حتى اليوم بسبب رفضه إعطائه وعده بدعم وصوله لبعبدا بعد عمه . كما كنا اول من كشف عن تحذيرات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للمسؤولين منذ حكومة تمام سلام عام ٢٠١٣ مرورا بالرئيس ميشال عون في بداية عهده في مقالات عديدة كشفنا فيها عن إستشرافه ألأزمة وقدم نقاطه الخمسة لعون ولباقي المسؤولين للإنقاذ ولم يأخذ بها لا عون ولا وريثه السياسي ولا حتى لاحقا حكومة دياب حيث أظهرت beirut act كل تفاصيل الرواية الكاملة لمؤامرة ألإنهيار النقدي ومسؤولية دياب وحكومته المباشرة عنها نتيجة قرارهم الهمايوني بإمتناع لبنان عن دفع إستحقاق اليورو بوند بضغط من عون وباسيل معا . وإنطلاقا مما ذكرنا نقول أن العلاقة المترجرجة وغير المستقرة بين باسيل وحزب الله إضافة إلى الحملة أللا أخلاقية التي يشنها على سلامة هدفها فقط خدمة مشروعه الرئاسي عبر ضربه حجر لإصابة عصفورين معا وذلك عبر تحميل سلامة مسؤولية الإنهيار النقدي وتصويره أمام اللبنانيبن بأنه هو الذي أطاح بودائعهم في المصارف وبأنه هو الذي غطى على فساد المنظومة السياسية الحاكمة وتآمر مع أصحاب المصارف لتهريب أموالهم إضافة إلى شراكته معهم في الصفقات والسمسارات عبر الحكومات المتعاقبة طوال ٢٥ سنة ، إلى جانب إتهامه له زورا وظلما أيضا بتبييض ألاموال وشقيقه رجا وبعض مساعديه من عمليات بيع سندات اليورو بوند وإكتتابات المصارف بسندات الخزينة عبر شركة فوري فتمت شيطنته وتشويه صورته وسمعته . وقد أتى هجومه ألأخير عليه هذه المرة خاليا من أية لياقة أدبية وتهذيب سياسي وأي أحترام لموقعه كرئيس للسلطة النقدية وهو المدعي حرصه على المواقع المارونية والمسيحية في الدولة . فكلامه الذي جاء جارحا يدل على فقدانه لإتزانه وأعصابه نتيجة فشله منذ بدئه حملته عليه قبل ثلاث سنوات لإقصائه أو إضعاف موقعه أو إنهاء حظوظه الرئاسية . أما بالنسبة لحزب الله فإبتزازه له واضح من خلال تحميله وسلاحه المسؤولية المباشرة فيما وصلت إليه البلاد من درك إجتماعي وإقتصادي ومالي وإتهامه بأنه لم يساعد عهد عون في ضرب الفساد وإقرار الاصلاح السياسي والإداري والمالي لأنه يحمي المنظومة السياسية الفاسدة كإنه هو منزه عنها وخارجها ، مقابل سكوتها عن سلاحه حسب إدعائه والذي بات هذا ألأمر برأيه يشكل العائق أمام تنظيف الدولة بسلطاتها وإداراتها وأجهزتها من الفساد السياسي والمالي. فظهر حرده العلني من حليفه لكونه لا زال متمسكا بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنحية غير المعلن في محاولة منه للضغط عليه من أجل إجباره على إعادة تبني ترشيحه والتخلي عن دعم فرنجية عبر إيهامه بأنه هو الوحيد القادر على حماية ظهير مقاومته في الداخل والخارج أذا ما إختاره للرئاسة أما إذا لم يفعل ذلك فهو الوحيد القادر على تعريته داخليا وخارجيا وتركه وحيدا يواجه مصيره بنفسه كاشفا مقاومته بالساحة المسيحية وللمؤمرات عليها سياسيا ووطنيا . بالخلاصة بين حملته أللا أخلاقية على سلامة وبين إبتزازه الفاقع لحليفه المضطربة علاقته معه أدخل باسيل البلد بفراغ رئاسي يعتقد هو أن حظوظه قد تعود لتطل بقوة من جديد إذا ما طال هذا الفراغ ولكنه للإسف لا يعرف إنه عندما يتوافق “الكبار المحليين والإقليميين والدوليين” على كلمة السر الرئاسية تصبح عندها كلمة “الصغار بالسياسة” صراخ في الوادي .

Written by beirut-act