كلمة السر الرئاسية من الخارج والداخل أداة تنفيذ إنتخابية .

منذ إستقلال لبنان عام ١٩٤٣ مرورا بالحرب الأهلية عام ١٩٧٥ وصولا لإتفاق الطائف عام ١٩٩٠ حتى أنتهاء عهد الرئيس لحود العام ٢٠٠٧ كان النواب اللبنانيون ينتظرون كلمة السر لتأتيهم من المرجعيات العربية والدولية ليذهبوا في الموعد الدستوري المحدد لإنتخاب من تم التوافق عليه ليدخل قصر بعبدا. ولكن بعد إغتيال الرئيس الحريري والانسحاب العسكري السوري من لبنان العام ٢٠٠٥ تغيرت اللعبة الرئاسية وتعقًدت أكثر نتيجة إنقسام البلد الحاد سياسيا بين طرفي قوى ٨آذار المدعومين من سوريا وإيران وبين قوى ١٤ آذار المدعومين من بعض العرب والغرب، وصارت إنتخابات الرئاسة خاضعة لأوراق التفاوض بين أميركا من جهة وإيران من جهة أخرى حول العديد من قضايا المنطقة بما فيها لبنان، ولهذا بدأ البلد يشهد منذ أنتهاء عهد لحود عام ٢٠٠٧ فراغ بسدة الرئاسة أحيانا لسبعة أشهر كما حصل قبل أنتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان عام ٢٠٠٨ وسنتين ونصف كما حصل قبل إنتخاب رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون عام ٢٠١٦. وهذا الفراغ الرئاسي لم يشهده البلد لا قبل الحرب ألأهلية ولا خلالها ولا بعدها بإستثناء فترة الفراغ الذي عاشها خلال عهد حكومتي الحص وعون بين عامي ١٩٨٨ و ٢٠٠٠ . واليوم تتكرر المعزوفة حيث مضى على الفراغ في كرسي الرئاسة منذ إنتهاء عهد عون في تشرين ألأول عام ٢٠٢٢ وحتى اليوم حوالي أربعة أشهر فهل سيطول هذا الفراغ على غرار ما حصل قبل إنتخاب عون أم أنه قد يكون قصير ولأشهر معدودة كما حصل قبل إنتخاب سليمان؟ سؤال منطقي وسليم والجواب عليه بسيط وواضح إذ أن هذا إلإنتخاب مرهون بألأوراق التي ترمى على طاولة التفاوض بين واشنطن وطهران فإذا تم خلال هذا التفاوض الذي يحصل أحيانا مباشرة أو بالواسطة عبر بعض ألدول الصديقة للطرفين كسلطنة عمان أو قطر أو سويسرا وفرنسا . فإذا ذهبت المفاوضات وإلإتصالات التي تجري بين الطرفين المعنيين بعيدا عن ألاعلام إلى خواتيم سعيدة بالنسبة للبنان فقد يشهد إنتخاب رئيس له قبل نهاية الربيع القادم ، أمًا اذا بقيت الإتصالات إقليميا ودوليا على حالها من الجمود فإن لبنان سيشهد حتما فراغا طويلا شبيها بفراغي العام ١٩٨٨ والعام ٢٠١٣. ولهذا على كل القوي السياسية الداخلية أن توقف مسرحياتها الهزلية حول لعبة النصاب الدستوري لجلسة ألإنتخاب ولعبة تعداد ألأصوات بين كم صوت لهذا المرشح أو ذاك ومن ينتخبه ومن لا ينتخبه لأن أطراف الداخل ليسوا سوى أداة تنفيذ إنتخابية تتلقى تتعليماتها من الخارج الذي يمسك باللعبة الرئاسية كلها وهو لم يقل كلمته حولها بعد .

Written by beirut-act