من هو رئيس العصابة ؟.

لم يشهد لبنان حتى خلال الحرب الأهلية وانقسام البلد الى معسكرين , هذه اللغة المنحطة و المهينة للتخاطب السياسي بين الفرقاء و هذا الهجوم النتن و الوسخ من قبل فريق باتجاه الآخر . و هذا بلا شك مرده الى المستوى المتدني لبعض السياسيين الذين لم يتتلمذوا على ايدي الكبار ويأخذوا منهم شيء من التهذيب المتبادل و التخاطب المحترم .
أن تسمع البعض و هو يحاضر فينا ليعلمنا فن السياسة و تحصيل الحقوق و تعميم الفضيلة و هم اولاد اليوم و ليس البارحة في العمل الوطني و الشأن العام و ينقصهم ما ينصحوننا به, و ترى الانحدار في الخلق و الاخلاق عندهم الى الدرك السفلي و الى مستوى لم نعرفه او نسمع به سابقا .
باغتنا و ادهشنا رئيس التيار الوطني الحر بمحاضرة اطل بها علينا من شاشات التلفزيون ليعلمنا بانه قد يترشح للرئاسة اذا لم يبادر حليفه حزب الله الى الأتفاق معه على اسم مرشح جديد للرئاسة من خارج الأسماء التي تداولت بها وسائل الاعلام و المدسوسة من قبله و التي تم حرقها باسلوب رخيص لقطع الطريق عليها و ذلك بعد الرفض المعلن من قبله على اسم الوزير السابق سليمان فرنجية بحجة عدم تمثيله الشارع المسيحي او لعدم حيازته لكتلة نيابية وازنة و كأن من المفروض ان يكون للرئيس تمثيل نيابي او حزبي متناسيا الرؤساء سليمان ولحود و الهراوي و…. فهم لم يكونوا نوابا حتى . و بعد الرفض المعلن على فرنجية لم يجد اسبابا كافية لمجابهة الأسماء المتداولة الا بالاهانات و التهجم الرخيص و الأنتقاد غير البناء و الدلع على :
اولا : حليفه بالانتقاد الشديد و المباشر لتفضيله فرنجية عليه في السبق الرئاسي , و الترشيح غير المعلن له من قبل حزب الله يعتبره باسيل غير نهائي و انه يستطيع تغيير رأي السيد حسن نصر الله بالأبتزاز و الدلع السياسي بحجة أن التيار يؤمن غطاء مسيحيا للحزب علما بان الثنائي قادر على تأمين كتلة من 15 نائبا مسيحيا بسهولة و باسيل يعلم ذلك بوضوح , و أن حزب الله قد اصابه الملل من كثرة طلبات باسيل و عرقلاته السياسية و مناكفاته مع الجميع .و يحاول السيد دائما ان تكون ردات فعله مدروسة و لا تنفر حليفه و تعطيه الذريعة للهجوم عليه كما يحدث في كل مناسبة يطل فيها باسيل بالأعلام .

ثانيا : قائد الجيش الذي رفض باسيل في عدة مناسبات طرح اسمه كمرشح تسوية و حجته هذه المرة تجاوزه القوانين و الاعراف و مصادرة سلطة وزير الدفاع و اتهامه بصرف الأموال المقدمة للمؤسسة العسكرية دون رقابة ملمحا الى عمليات فساد قام بها . و هذه الأتهامات اتت الآن فقط و لم تبرز سابقا بالرغم من المساعدات الاميركية المباشرة و المتكررة العينية و النقدية للجيش . و السبب بأن المساعدات النقدية الأخيرة اتت من دولة يعتبر باسيل نفسه ممثلا لها و يجب ان تمر الأموال عبره و ليس مباشرة لقائد الجيش .و اتت الطامة الأخرى بأن هذه الدولة الامارة لمحت بأنها تدعم وصول العماد عون للرئاسة اذا ما اتفق الفرقاء على اسمه . معتبرا ان الهجوم عليه يؤدي الى حرق حظوظه في السبق الرئاسي , فهل سيرد العماد عون بطريقة ما ربما في الأيام المقبلة ؟,
و السبب الآخر للهجوم أن باسيل يعتبر نفسه الوريث الوحيد للرئيس عون في كل شيء حتى في محبة و احترام الجيش له و كذلك الوريث للنفوذ العوني على المؤسسة العسكرية خصوصا و ان الرئيس عون هو من عين قائد الجيش في موقعه و فضله على آخرين و عليه الخضوع لرغبات باسيل دون اعتراض و تلبية مطالبه و تدخله في شؤون المؤسسة العسكرية خصوصا التعيينات في المراكز الحساسة , و هذا ما لم يحصل مما ادى الى نقمة باسيل و عدم الثقة بجوزيف عون .

ثالثا : حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هو مرشح دائم للرئاسة لأنه رأس السلطة النقدية و صاحب اعلى مركز ماروني بعد رئاسة الجمهورية , نعته جبران باسيل في كلمته الأخيرة ” برئيس عصابة ” و مجرم و مختلس و ..و… ليس غريبا على باسيل هذه التعابير فهو يستعملها ضد سلامة منذ اكثر من 4 سنوات عن طريق ابواقه الأعلامية و زمرة من المحامين و بعض القضاء . لم يبقى اية صفة مهينة لم يستعملها ضده و الذي ساعده دائما على ذلك ان الحاكم بطبعه لا يرد على الهجوم بآخر مضاد و لا يوجد بقاموسه هكذا نوع من الكلمات و الصفات و المفردات . و ذهبت بهم السفاقة ان يتموضعوا امام ابنية في اوروبا و تصويرها على اساس انها ملك الحاكم و يصورونه بمظهر المختلس للأموال العامة.و بالرغم من ان التحقيقات كلها الداخلية و الاجنبية اثبتت بأن ملفاتهم فارغة لا ادلة فيها و لا اثباتات لا يزالون على النهج ذاته و آخرها ما اطلقه الوزير باسيل في اطلالته الأعلامية.وبما ان الحقيقة غير ذلك و ان اتهاماتهم باطلة للتشويش على وضعيته و سمعته نرى لزاما علينا المقارنة بين اثنين من المرشحين احدهما رياض سلامة و الثاني جبران باسيل .
– اتهام باسيل بأن الحاكم ” رئيس عصابة ” نحيل القارىء الى الدعوى المقامة في اميركا لدى محكمة فدرالية تحت رقم case 1:17-cv-24206-jem من لارا منصور سماحة و زوجها ايلي سماحة ضد مجموعة من الأشخاص ( باسيل,جريصاتي,معكرون,مكنة,جرمانوس,بويز,ساسين,منصور ) بجرم تشكيل عصابة مارست الخطف و انتهاك حقوق الانسان و التعذيب و الضغط للتراجع عن دعاوى ملكيات عقارية .و هذه الدعوى كانت السبب الرئيسي للعقوبات التي فرضت على الوزير باسيل .
– المطالبة الدائمة و الضغط لتحقيق التدقيق الجنائي لحسابات مصرف لبنان لم تؤدي الى اية نتيجة و لم نعد نسمع عن تقرير الشركة و بالرغم من المطالبة المستمرة باجراء التدقيق في حسابات و التزامات وزارة الطاقة لم يطرح الموضوع للبحث و التدقيق مع انه احيل بموجب قانون ساري على كل المرافق العامة و اهمها وزارة الطاقة و منشآت النفط في الشمال .
– التحقيق الذي اصبح طي الأدراج بخصوص عمليات شراء الفيول المغشوش و اطلاق سراح المتهمين بعد ان ثبت ضلوع العديد من الموظفين و الموردين المحسوبين على الوزير باسيل خصوصا المديرة العامة السابقة للمنشآت .
– لم يتم تحويل متعهدي السدود الذين لم ينجحوا في تنفيذها و العيوب التي شابت التعهدات بسبب قرار الوزير باسيل بعدم المتابعة .
– عمليات تهريب المشتقات النفطية الى سوريا منذ عام 2017 و حتى وقت قريب قامت بها احدى الشركات النفطية عن طريق تخصيصها بكميات هائلة من المازوت المدعوم العائدة لوزارة الطاقة و المخزنة في منشآت النفط في طرابلس و تقاسم المغانم الناتجة عن ذلك .وتوقف مصرف لبنان عن دعم و فتح اعتمادات المازوت كان السبب الأساسي في تكثيف الهجوم على حاكم مصرف لبنان .
– التحقيق الذي فتح ضد السيد ك.ق و من ثم اغلق لأسباب بعضها معلوم و اكثرها مجهول بخصوص اتهامه ظلما بعمليات تبييض الاموال عن طريق شراء العقارات و الذي اثبت صحة الاموال المشروعة ثمنا لهذه العقارات التي تخص جهة عربية حاول باسيل ابتزازها .
– تحريف محضر مجلس الوزراء و اعتبار القرار بمثابة قرار وزير بخصوص تمرير التعاقد مع بواخر الكهرباء لتمرير التعاقد مع الباخرة الثالثة و كذلك عقد دير عمار -2 و طواحين الهواء التي منحت تراخيصها بدون مناقصات استفاد منها نافذون .
-….
هذا غيض من فيض , و نراهم يهاجمون الآخرين مشككين بنزاهتهم و اتهامهم بالفساد دون دليل و من دون وجه حق .
السؤال الأساسي ان نرى ما هي مميزات الوزير باسيل حتى يطرح نفسه مرشحا للرئاسة لو اعتبرناه لا يمت بصلة القرابة للرئيس السابق ميشال عون فما هي صفاته ؟ حتى بداياته لم تكن مميزة كمهندس لولا ان حزب الله اعطاه و شريكه السيد ف.ح بعض الاعمال في مشاريع ” وعد ” لأعمار الضاحية كرمى لعيون الرئيس عون مما ساعده ليحقق بعض المال .
ان التحريض الدائم للوزير باسيل خصوصا لناحية المطالبة بالحق المسيحي و العدالة للمسيحيين و هو يقصد هنا الحق الماروني سيورط لبنان عاجلا ام آجلا بمشاكل داخلية سبق و رأيناها و سمعناها و كانت نتائجها وخيمة علينا و خصوصا على المسيحيين و ادت الى الهجرة المتنامية لهم و الخوف مما آت اذا بقينا نسمع هكذا خطاب .

Written by beirut-act