يتهموًن سلامة بما هم عليه .
كنا ولا نزال على موقفنا الذي جاهرنا فيه منذ بدء إنتفاضة الحراك المدني في السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩ مرورا بتشكيل حكومة دياب وبعدها تشكيل حكومة ميقاتي وصولا إلى اليوم بعدم السماح لأنفسنا بتناول القضاء اللبناني بكلمة إنتقاد واحدة أو حتى برميه بحجر أو بوردة سواء أصاب بعضه أو أخطأ البعض الآخر منه لاننا نعتبر أن القضاء هو “قدس الأقداس” ولا يجوز لأي كان تناوله لا سلبا ولا إيجابا . ولهذا كنا نتمنى على القاضية غادة عون مع كل ألإحترام لها لو أنها إقتحمت بالأمس مقرات ومنازل ومكاتب سياسيي الهدر من منطومة الفساد في معظم قوى ٨ و١٤ آذار وتيار وطني حر بدل إقتحامها مبني مصرف لبنان الذي نعتبره أيضا كالقضاء من “قدس الأقداس” لأنه كان ولا يزال “مؤتمن” من حاكمه إلى أصغر موظف فيه على ليرة اللبنانيين بمسلميهم ومسيحييهم تماما كحفاظ الجيش اللبناني على أرزتهم وعلمهم الذين يرمزان كالقضاء والليرة لكرامة لبنان وعزة أهله .
وإنطلاقا من ذلك فإننا نعتبر بأن كل الإتهامات الظالمة التي سيقت ولا تزال تساق ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتي حملته وتحمله زورا وبهتانا مسؤولية الإنهيار النقدي وخراب البصرة بالبلد مردودة جميعها على أصحابها لأنهم يتهمونه بما هي عليه معظم القوى السياسية التي نهبت وسرقت الدولة بصفقاتها وسمساراتهم داخل مجلس الوزراء والمؤسسات التابعة له وأفقروا اللبنانيين منذ إتفاق الطائف عام ١٩٩٠ مرورا بالعام ٢٠٠٥ وصولا إلى اليوم .
يقول المثل الصيني الشهير الحقيقة أن تقال لا أن تعلم ، والحقيقة هنا ليس في إدانة سلامة ظلما على المستويين السياسي وألإعلامي ولا في توجيه بعض القضاء عليه ظلما أيضا بملفات ثبت عدم صحتها وإفتقارها للأدلة الثابتة سواء التي أدعوا فيها عليه داخل أو خارج لبنان معا . بل الحقيقة هنا التي يجب أن تقال هي أن معظم كل القوى السياسية من المنظومة الحاكمة هي المسؤولة المباشرة عن خراب البصرة وتجويع اللبنانيين وإنهيار دولتهم وسقوط وطنهم في آتون جهنم الذي أخذوه إليها منذ ٣٢ سنة إلى اليوم .
لذلك نقول أن الإتهامات التي توجه لسلامة من بعض القضاء والحملات السياسية والإعلامية التي تشن عليه ليست إلا قنابل دخانية لتعمية بصيرة اللبنانيين عن حقيقة فساد معظم هذه القوى وعجزها على إستنباط الحلول لإخراج اللبنانيين من ألأزمة الوجودية النقدية والمالية والاقتصادية غير المسبوقة التي أدخلوهم فيها والتي باتت تهددهم وتهدد وطنهم بالإنهيار الشامل اذا لم يسارع بعض العقلاء ممن لا زال اللبنانيون يراهنون على حكمتهم بمد اليد لسلامة ليتعاونوا وإياه على الإنقاذ نظرا لما للرجل بعد من ثقة كبيرة بشخصه لدى المؤسسات المالية الدولية والعربية نظرا للقدرات غير المحدودة وإلإمكانيات الواسعة لديه والتي لا تزال تؤهله ليقود اللبنانيين ووطنهم إلى شاطيء الآمان مع الشرفاء من القادة السياسيين اللبنانين الذين لا زالوا موجودين ويعول على دورهم التاريخي في هذه المرحلة المصيرية التي يجتازها لبنان
Leave a Comment