لماذا تغييب النزاهة عن مواصفات الرئيس المقبل.

هل حماية المقاومة وظهيرها ثمنه ألقبول الدائم بفساد الحلفاء كما ألأخصام ولو أدى ذلك إلى إستمرارهم بإفقار البيئة الحاضنة المذهبية والوطنية وإفلاس الدولة ونهب أموال الناس.
هل المرشح النزيه والكفوء أقل وطنية وثقة من المرشح الفاسد وغير الكفوء في تقدير وجود المقاومة وحماية ظهيرها وبيئتها وأهلها .
نريد رئيسا يقدر وجود المقاومة وقيمتها الوطنية ويحمي ظهيرها داخليا وخارجيا. بهاتين الصفتين حدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المرشح الذي يقبل به لدخول قصر بعبدا إذا ما توافرت لديه. وبناء عليه نستغرب لماذا لم يضيف السيد نصرالله على هاتين الصفتين صفة ثالثة كان عليه أن يشترط توفرها كذلك بالمرشح الذي يقبل به لدخول قصر بعبدا ألا وهي صفة “النزاهة” والتي هي برأينا الصفة ألأهم التي يجب أن تسبق ما قبلها والتي بدونها لا تكتمل الصفتين الذبن ذكرهما في تقدير المقاومة وحماية وجودها وظهيرها وأهلها وناسها واللبنانيين. فهل المرشح الكفوء والنزيه وألآدمي مشكوك بوطنيته وأقل ثقة بتقدير المقاومة وحماية وجودها وظهيرها من المرشح الفاسد؟ فبعد ألأزمة النقدية والمالية والإقتصادية الوجودية التي تعصف بالبلد منذ ثلاث سنوات باتت صفة النزاهة وألإستقامة هي المطلوبة اليوم والتي تتقدم على ما عداها من صفات أخرى والتي يجب أن تتوفر بالمرشح المطلوب دخوله قصر بعبدا والذي يجب ان يكون بعيدا عن الفساد السياسي والمالي ولا يدخل عائلته وأولاده وأزلامه عندما يصبح رئيسا بمحاصصات وتلزيمات نهب الدولة وخيراتها مع باقي القوى السياسية. فتقدير وجود المقاومة وقيمتها وحماية ظهيرها في الداخل والخارج يكون من مرشح نزيه بالسياسة والمال وليس من مرشح مغمس بالفساد والرشى ونهب الدولة وخيراتها من رأسه حتى أخمص قدميه. فهل يعقل أن نطرح هاتين الصفتين فقط وتغفل عن بالنا المطالبة بالصفة الثالثة وألأهم. فالمرشح الحقيقي الذي يجب أن يدخل قصر بعبدا عليه أن يكون بعيدا عن عائلات مافيات القوى السياسية التي نهبت خيرات البلد وأهله ودولته. فما النفع من تقدير هذا المرشح أو ذاك لوجود المقاومة وحماية ظهيرها اذا كان فاسدا يعمل بعد إنتخابه على تفقير أهل المقاومة وعائلات مقاتليها وبيئتها الحاضنة وطائفتها وباقي أبناء الوطن بالصفقات والتلزيمات وإقتسام مغانم السلطة هو وعائلته وأزلامه مع الحلفاء والأخصام على حد سواء وكل ذلك على حساب المقاومة وأهلها واللبنانيبن. والسيد نصرالله يعلم في قرارة نفسه أن الفساد هو أخطر على المقاومة ووجودها وأهلها وبيئتها وطائفتها واللبنانيين من العدوين الاسرائيلي والتكفيري إلا إذا كان يعتقد أن مواقف نائبه حسن فضل الله ومسرحياته الممجوجة والمضحكة كافية في مكافحة الفساد إسميا وإعلاميا. لم يعد يستطيع السيد نصرالله أن يخرج على اللبنانيين مخاطبا إياهم بالحقاظ على مصلحة المقاومة ووجودها من دون أخذه بالإعتبار أن أحد أهم حماية المقاومة وإستمرار وجودها والحفاظ على قيمتها الوطنية يكمن في حماية اهل المقاومة ومعهم إهل البلد من الفقر والعوز الذي أوجده تجار الهيكل وشياطين النهب وسارقي لقمة عيشهم من الحلفاء قبل ألأخصام القابعين في السلطة وإدارات الدولة ومؤسساتها ويتحكمون برقاب اللبنانيين ومالية دولتهم فيما حزب المقاومة وقيادته شركاء في هذه الجريمة الوطنية الكبرى بسكوتهم عنهم منذ التحرير عام ٢٠٠٠ إلى اليوم. ساعة تحت حجة منع الفتنة الشيعية – الشيعية والفتنة الشيعية -المسيحية مع الحلفاء، وساعة تحت حجة منع الفتنة الشيعية – السنية والشيعية – الدرزية والشيعية – المسيحية مع ألأخصام بالطبع ليس المطلوب من السيد نصرالله رفع البندقية بوجه الحلفاء وألأخصام لوقف فسادهم بل المطلوب أن يوازي بين رفع أصبعه بوجه العدوين الإسرائيلي والتكفيري وبين رفعه بوجه فساد الحلفاء قبل ألأخصام من تجار الهيكل والقول لهم كفى الله شر ألمؤمنين لقد عثتم فسادا أنتم وزوجاتكم وأولادكم وأزلامكم منذ ثلاثين سنة إلى اليوم وافقرتم شعبكم وأهلكم من كل الطوائف ودمرتم دولتكم وآن لكم أن تتقوا ألله وتتوبوا لربكم وتتركوا اللبنانيين يعيشون بآمان وراحة بال وألا سنضطر لفضحكم واحدا واحدا وبالأسماء عندها سيهرع الحلفاء قبل ألأخصام ليرفعوا العشرة ويوقفوا جشعهم وعشقهم للهدر واكل المال الحرام من خزينة الدولة وجيوب المكلف اللبناني . واذا لم يفعل ذلك حزب الله فإن هذا يعني أمرين لا ثالث لهما أما أن بعض مسؤوليه هم شركاء فعليين مع منظومة الفساد ويخشون من فضح أمرهم وتلك مصيبة وأما أن حزب الله همه ليس الحد من فساد المنظومة طالما أنها تخدم أهدافه في حفظ السلاح وتلك مصيبة أكبر .عندها سيستيقظ قادة حزب الله يوما ليروا أن النيران أصبحت مشتعلة داخل بيتهم وبيئتهم نتيجة ثورة أهلهم عليهم وعلى قادة طائفتهم لإفقارهم على يد حثالة من الفاسدين اصبحوا أثرياء بحكم السلطة والجاه والنفوذ وسرقوا منهم كما سرق باقي لصوص الهيكل من ألطوائف ألأخرى الفرح وراحة البال والإستقرلر ألإجتماعي والمالي والنقدي من كل أللبنانيين.
هناك ثابتة مثلثة تقوم على الرجولة والكفاءة والنزاهة يجب أن تتوفر أيضا بأي مرشح لأي منصب رئاسي أو وزاري ونيابي أو إداري ومالي وعسكري. وعلى السيد نصرالله أن يضيف هذه أللازمة المثلثة إلى صفتيه في تقدير وجود المقاومة وحماية ظهيرها التي يجب أن تتوفر ليس بالمرشحين المحتملين لدخول قصر بعبدا فقط بل كذلك بالمرشحين المحتملين لدخول السراي الحكومي ومجلس الوزراء وموظفي الفئة ألأولى على إختلافهم ايضا. وألا تكون حمايته للبنان بواسطة مقاومته هي فقط لحماية تجار الهيكل من كل الطوائف طالما إنهم متناغمين مع حزبه في شعار تسكتون عن فسادنا نسكت عن سلاحكم.
أخيرا وحتى لا يطنطح أحد من أصحاب الرؤوس الحامية ويعتقد من كلامنا هذا بأننا نسيء للسيد نصرالله ونتهمه بأنه يفضل وجود فاسد بالسلطة على النزيه فيها لحماية مقاومته. نقول : أولا إنه لا أحد مهما علا شأنه يستطيع أن بزايد علينا لا من قريب ولا بعيد لا بتاريخنا الذي نعتز به نزاهة ووطنية ولابسيرتنا السياسية النقية .. وما نقوله يعبر عن لسان غالبية أهل المقاومة وبيئتها قبل أن يعبر عن لساننا ولسان الغالبية الساحقة والصامتة من أللبنانيين. وعلى السيد نصرالله وحزبه مراجعة سياستهم الداخلية تجاه أنفسهم أولا وتجاه ألحلفاء ثانيا وتجاه ألخصوم ثالثا لمعرفة لماذا وصل الوضع بالبلد إلى ما وصل اليه من خراب وفقر وتعتير في ظهير مقاومتهم وبيئتها وأهلها وناسها خاصة واللبنانيين عامة ؟ ومعرفة كذلك أين أخطؤوا وأين أصابوا ولماذا لم ينجحوا في صرف ثمن إنتصاراتهم العسكرية من حرب التحرير عام ٢٠٠٠ إلى عدوان تموز عام ٢٠٠٦ وصولا إلى تحرير الجرود عام ٢٠١٧ إلى إنجازات سياسية تحمي البلد وأهله من المنظومة وفسادها بدل أن تكون لصالحها وصالح عائلاتهم وأزلامهم؟ .

Written by beirut-act