اذا كان باسيل الشر فهل ألآخرين ملائكة.

دافعنا عن سلامة بوجه حملة باسيل الظالمة عليه فلا تمارسوا مع ألأخير نفس ظلامته للأول لأنكم لستم قديسين بل شركاءه بفسادكم معه .
باسيل وتياره السياسي يمثلان أيقونة مسيحية ووطنية لحزب الله سيحميها ويحافظ عليها ولن يسمح لأحد بخدشها .
قبل أسابيع وصف محلل إعلامي مخضرم خلال إطلالة متلفزة له على إحدى المحطات المحلية رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأنه “ألشر”. وعندما سألته محاورته من أن ألأخير قال أنه لم يعلن بعد ترشحه للرئاسة . أجابها بإستهزاء : “عندما سمعه السيد نصرالله إهتزت ركابو” مصورا للناس بجوابه ألإستهزائي هذا أن مشكلة باسيل الرئاسية هي مع حليفه ألأقوى قبل أن تكون مع أخصامه من ٨ و١٤ آذار الذين يرفضونه ولا يقبلون به رئيسا ولا يطيقون حتى يسماع إسمه . بالطبع لا نوافق المحلل ألإعلامي الرصين كلامه علما أن لكل شخص الحرية في قول التحليل والمقاربة السياسية التي يراها ولكن إذا نظر المرء بحيادية نحو المشهد الداخلي يخرج بقراءة منطقية وصحيحة وهادئة وسليمة للمسار السياسي العام الذي يتحكم بالبلد منذ ألخروج السوري العام ٢٠٠٥ منه حتى اليوم مفادها أنه إذا كان النائب باسيل يمثل الشر لغالبية القوى السياسية ومناصريها فهو يمثل مع تياره السياسي الخير لحليفه ألأقوى وألاخير يراه وتياره أيقونة مسيحية ووطنية بالنسبة له كما كان عمه ألرئيس عون مع تياره من قبله. كما أن باسيل ما كان ليقول ما قاله لجهة عدم إعلانه بعد ترشحه للرئاسة لو لم يكن منسق ألأمر مسبقا مع حليفه ومنتظرا أللحظة المناسبة المتفق عليها معه لإعلان ترشحه هذا . من هنا على العديد من المحللين السياسيين والإعلاميين ومعهم قادة القوى السياسية ووزرائهم ونوابهم ومعاونيهم أن يقراؤا جيدا ألمشهد السياسي الراهن ويجيدوا رسم معالمه المستقبلية بواقعية وحيادية مطلقة . وكم كان ليكون كلام ألإعلامي المذكور موضوعي ومنصف لو إنه قال على الهواء خلال مقابلته تلك أن باسيل هو واحد من بين أبرز قادة ألشر في البلد التي يمقتهم اللبنانيين بغالبيتهم الصامتة ويكرهونهم لا أن يحصر الشر بشخصه فقط دون غيره من القادة والسياسيين وكإن أخصامه من ٨ و١٤ آذار ملائكة وقديسين أو كإن من نهب البلد وأهله وأسقط دولته وأفلسها منذ ثلاثين سنة إلى اليوم جاؤوا من كوكب آخر . وبكلامنا هذا لا ندافع عن باسيل بل نقول كما يقول المثل العامي “ظلم في السوية عدل في الرعية” . علما أننا كنا ولا نزال منذ أنتخاب العماد عون رئيسا العام ٢٠١٦ حتى إنتهاء عهده وصولا لليوم من أكثر المواجهين لباسيل وللعهد بحملتهم الظالمة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كما كنا من أكثر المنتقدين لأداء باسيل الفوقي ولإدعائه محاربة الفساد فيما هو شريك أول مع معارضيه وأخصامه بتقاسم مغانم الحكم وتوزعه معهم المحصصات والصفقات داخل مجلس الوزراء وأجهزة الدولة وإداراتها العامة ورغم ذلك نقول كمل نقول دائما ونكتب بإستمرار من أن باسيل يبقى أكثر ذكاء وحيوية وكفاءة وشخصية من كل أخصامه في ٨ و١٤ آذار وإن علاقته ألإستراتيجية مع حليفه إلأقوى كانت وستبقى هي المميزة والإستثنائية والتي لا يستطيع أحد مجاراته بها أو هزها والتأثير عليها وهذه حقيقة لا يمكن لأحد نكرانها عليه سواء كان المرء معه ويحبه أو كان ضده .
إنطلاقا مما تقدم نقول بكل جرأة وصفاء كالعادة كما إننا واجهنا منذ بدء عهد الرئيس عون قبل ست سنوات والى ما بعد نهايته حتى اليوم حملة باسيل وتياره الظالمة عن سلامة ودافعنا عنه ليس من باب علاقتنا الشخصية وصداقتنا العائلية بل من باب رد التعدي عنه لانه بريء من معظم ما أتهموه بها . ونحن من الموقع نفسه ما رفضناه لسلامة من باسيل لا نرضى في أن يمارس أخصامه في ٨ و١٤ آذار عليه نفس الظلامية التي مارسها هو ضد سلامة لسبب بسيط لانهم يتقدمون عليه بأشواط وبسنوات طوال بفسادهم وهدرهم ونهبهم لخيرات البلد ودولته وناسه منذ دخولهم جنة السلطة قبل ثلاثين سنة مرورا بال٢٠٠٥ وصولا لليوم . صحيح إن باسيل أصبح وتياره شريكا مضاربا معهم في إقتسام مغانم ومحاصصات وصفقات وتلزيمات الدولة منذ العام ٢٠٠٩ إلا إن معدل فساده يبقى تحت الماءة في حين أن معدل فسادهم هم يتخطى المليون بالمليون .

Written by beirut-act