مواصفات نصرالله الرئاسية باسيل أو لا أحد .

عدم إنتخاب باسيل سيعيد ألبلد إلى أجواء ٢٠٠٥ عندما كان هناك إصطفاف شعبي عارم ضد المقاومة وسلاحها  في غالبية المناطق المسيحية والدرزية والسنية وهذا ما لا ترغب به الثنائية الشيعية .                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              تتحدث معلومات من واشنطن أنها  لم تعد بصدد نشر لائحة عقوبات جديدة بحق شخصيات سياسية لبنانية وأن هناك توجه تدريجي لرفع عقوباتها عن باسيل .

المواصفات التي أطلقها السيد نصرالله على المرشح الذي يقبل به لدخول قصر بعبدا والذي حدد أبرزها في أن يكون أولا مقدرا لوجود ألمقاومة ولقيمتها الوطنية أولا، وأن يكون ثانيا  قادر على حماية ظهيرها في الداخل والخارج معطيا مسميا  إميل لحود وميشال عون كمثلين على كلامه اي إنه بعث برسالة مباشرة إلى المعنيين بالإستحقاق ألرئاسي محليا وعربيا وإقليميا ودوليا من إن ألرئيس المقبل الذي يقبل بدخوله قصر بعبدا يجب أن يكون على شبه ألرئيسين السابقين ليس بالشكل بل بالمضمون . وهذا يعني بالنسبة لنصرالله واحد من إثنين لا ثالث لهما إما فرنجية أو باسيل . وطبعا بعد سماع الكثيرين للسيد نصرالله خرجت تحليلات إعلامية وسياسية وديبلوماسية تتحدث عن تقدم حظوظ فرنجية الرئاسية لدرجة أن بعض القوى بدأت تتلقى التهاني. ولأننا نقيم المعطيات بمنطق ورؤية وقراءة سياسية سليمة وبحيادية مطلقة وبأنصاف دون تحيز نقول أن المواصفات التي حددها السيد نصرالله تنطبق بالكامل على حليفه المسيحي ألأقوى باسيل وليس على حليفه رئيس تيار المردة.  لماذا ؟ لأن معادلة فرنجية تنطبق على لحود فيما معادلة باسيل تنطبق على عون .كيف ؟ لحود كان مقدرا لوجود المقاومة ولقيمتها الوطنية وحامي ظهيرها داخل المؤسسة العسكرية عندما كان قائدا للجيش وداخل السلطة التنفيذية عند إنتخابه رئيسا ولكن من ناحية أخرى الوجود العسكري السوري هو الذي كان يؤمن للمقاومة حماية ظهيرها شعبيا على مساحة إنتشاره العسكري الواسع والقوي في كل المناطق أللبنانية  نتيجة رهبة غالبية سكانها من وجوده . وعندما إنسحبت القوات السورية من لبنان بعد إغتيال الرئيس الحريري العام ٢٠٠٥ إنكشف ظهير المقاومة شعبيا ووطنيا لا سيما في ألمناطق ذات ألأغلبية السنية والدرزية والمسيحية من بيروت إلى جبل لبنان فالشمال والبقاع وصولا لصيدا في الجنوب وهذا ما دفع  بالثنائية الشيعية إلى الذهاب لتوقيع إلأتفاق ألرباعي مع الحزب ألإشتراكي وتيار المستقبل ومن خلفهما القوات أللبنانية لكسب الوقت وأحتواء الحالة الشعبية والسياسية المثلثة تلك التي كانت ضدهم بأقل الخسائر فشكلت أمل وحزب الله لوائح إنتخابية مشتركة معهم لدرجة أن السيد نصرالله إستحضر من جديد في إحدى إطلاته المتلفزة أمام جماهيره شعار بشير الجميل ١٠٤٥٢ كلم مربع . فلولا ألإتفاق الرباعي الذي أبرمته الثنائية الشيعية مع الاشتراكي والمستقبل ومعهما القوات  لإستيعاب غالبية الحالة الدرزية والسنية والمسيحية التي كانت يومذاك ضد المقاومة ما كانت نجحت بتخطي هذه المرحلة الصعبة والخطيرة على وجودها من دون أية خسائر حيث أن موقع لحود وبري في الرئاستين ألأولى والثانية لم يكن كافيا لحماية المقاومة بعد إنكشافها شعبيا ووطنيا في أعقاب أغتيال الحريري وألإنسحاب السوري من لبنان، كما لم يمنع وجودهما رئيس السلطة الثالثة وحكومته يومذاك من إتخاذهما قرارات رسمية موجعة ضد المقاومة وحزبها داخليا وعرببا وإقليميا ودوليا.

وبعد ألإنتخابات النيابية نجح حزب الله في إحداث خرق كبير وذكي لصالحه وصالح بيئته على مساحة المناطق المسيحية من جبل لبنان إلى أقصى الشمال فالبقاع وصولا للجنوب وبيروت تمثل بتوقيع أمينه العام نصرالله مع الزعيم المسيحي ألاول وألأقوى رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون ورقة تفاهم وفرت لحزبه ومقاومته وبيئتهما حماية مسيحية وطنية واسعة لظهيرهم على مساحة المحافظات الخمس. فلولا ورقة التفاهم تلك ما كان رجال المقاومة إستطاعوا مواجهة جنود ألأحتلال ألاسرائيلي بضراوة باسلة وشراسة عسكرية وقتالية عالية وأفشلوا مخطط إنهاء وجود مقاومتهم. فكان كل ذلك بفضل ورقة التفاهم التي وفر التيار الوطني بزعيمه وقياداته ومناصريه لها ولبيئتها الشيعية حاضنة شعبية مسيحية ووطنية شاملة حمت ظهير مقاتليها عبر إحتضان عائلاتهم وأهاليهم على مساحة الوطن عامة ألأمر الذي لا يستطيع فرنجية تأمينه خارج بلدة زغرتا وليس كلها حتى اذا تكرر ألأمر بعدوان جديد  أو بمواجهة داخلية وفي الانتخابات النيابية ألأخيرة إنكشف أكثر وأكثر ضعف حضوره الشعبي مسيحيا حتى داخل منطقته . وتخيلوا لو أن ورقة التفاهم التي كان وقعها نصرالله وعون قبل أشهر من عدوان تموز ما كانت موجودة ماذا كانت لتكون النتيجة ؟ كان  دعم لحود وبري في الرئاسة ألأولى والثانية خلال هذا العدوان ما كان ليكون كافيا لحماية المقاومة من الهزيمة وإلإندثار لأنه لو لم تكن ورقة التفاهم موجودة آنذاك لكانت كل المناطق المسيحية أغلقت بوجه أهل المقاومة وحزبها ومواطني بيئتها المذهبية ولكانت حذت حذوها غالبية المناطق ألدرزية والسنية وصاروا الثلاثة معادين لها في ظهيرها ولكانت المناطق المسيحية والدرزية والسنية إلتقت مع الدور الرسمي الذي لعبه السنيورة وحكومته ضدها خلال هذا ألعدوان ولكان هذا ألأمر أثر بشكل سلبي على واقع المعركة وغير مسارها بإتجاه هزيمة المقاومة وإنهاء وجودها وضرب حزبها وإضعافه. ولهذا فإن فرنجية إذ ما إنتخب رئيسا سيكون وضعه شبيه بوضع لحود بعد ألأنسحاب السوري من لبنان وبالتأكيد من موقعه الرئاسي لن يخذل المقاومة وحزبها ولن يسمح رسميا  بالتآمر عليها ومعه بري أيضا بموقعه التشريعي ولكنه في المقابل لن يكون بمقدوره حماية ظهيرها في المناطق المسيحية على مساحة الوطن لا سياسيا ولا شعبيا نظرا لإفتقاده للتأييد الواسع فيها وإقتصاره فقط على جزء من منطقته ألشمالية مما سيسمح عندها  لغالبية أبناء المناطق المسيحية في الشوف وعالية وجزين وبعلبك وزحلة وشتورا والبقاع الغربي والمتن وكسروان وجبيل والبترون والكورة وبشري وعكار للإنضمام إلى الغالبية الدرزية والسنية الاس لا تزال حتى ألآن معادية لوجود المقاومة وحزبها مما سيعيد البلاد إلى أجواء العام ٢٠٠٥ وسيتسبب ذلك بمشكلة وطنية كبيرة للمقاومة وللثنائية الشيعية معا ولا نعتقد أن حزب الله ومعه شريكه بري وحركته يريدان أن يأخذان المقاومة وبيئتها الشيعية إلى هذا الوضع الداخلي الخطير والحرج من ألإنكشاف المسيحي الشعبي على مساحة الوطن .

من هنا نعتبر أن باسيل حسب مواصفات نصرالله الرئاسية هو الذي سيكون محظوظا لدخول قصر بعبدا ، ويعتبر ألآن هو رئيس مع وقف التنفيذ ، والفراغ الرئاسي هو لصالحه لكنه سيطول بعض الوقت إلى حين نضوج ألإتصالات ألإقليمية والدولية ببن واشنطن وطهران وصولا للتفاهمات المطلوبة بينهما  لتمرير ألإستحقاق الرئاسي من ضمن سلة التسوية المنتظرة بين العاصمتين حول العديد من ملفات المنطقة . خاصة  وأن المرحلة المقبلة قد تشهد إتصالات إقليمية ودولية مكثفة من شأنها أن تضع لبنان والمنطقة على أبواب نهاية الصراع العربي – ألأسرائيلي وسأعود لاحقا للإضاءة على هذا الموضوع بالتفصيل ونشر معلومات دقيقة حوله كان الراحل الكبير الوزير فؤاد بطرس قد وضعها أمام الرئيسين الكبيرين حسين الحسيني وسليم الحص وكاتب المقال خلال عشائنا في منزله بعد أشهر معدودة على إنتهاء عدوان تموز ،حيث كشف عن بعض تفاصيل التسوية المنتظرة والتي تقوم على ألإنسحاب من مزارع شبعا والجولان وإقامة دولة فلسطينية بحدود ال٦٧. ولهذا فإن ما جرى في مسألة ترسيم الحدود البحرية سينسحب لاحقا على ترسيم الحدود البرية حيث كان لباسيل دور محوري وأساسي ومؤثر في ألأولى خلال التفاوض الذي كان يقوم به بعيدا عن ألأعلام مع الوسيط ألأميركي هوكشتاين في كل من بيروت وبرلين والدوحة . وعلى ضوء ذلك فإن المطلوب للمرحلة المقبلة رئيس يتمتع بثقل شعبي وسياسي يواكب المتغيرات المنتظر أن يقبل عليها لبنان والمنطقة ويكون منسجما ومتماهيا في نفس الوقت مع حزب المقاومة لإكمال باقي الخطوات المطلوبة لاحقا على المستويين الرسمي والشعبي معا. وقد وصلت معلومات دقيقة إلى بيروت من العاصمة ألأميركية تتحدث عن أنها لم تعد بصدد إصدارها أية لائحة عقوبات جديدة بحق أية شخصية سياسية لبنانية وأن هناك توجه أيضا لواشنطن لرفع عقوباتها تدريجيا عن باسيل تقديرا للجهود التي قام بها في مسألة الترسيم البحري والدور المنتظر أن يلعبها مستقبلا .

Written by beirut-act