ألاسباب الحقيقية لفشل العهد

هنناك أسباب عديدة  مسؤولة عن إفشاله وأخذته واللبنانيين إلى قعر الوادي نذكرها للإتعاظ منها لا للنقد أو التجريح والإساءة هي :

١ – الرئيس عون بذاته الذي سمح لنفسه بترك وريثه السياسي كما يقولون باللغة العامية “يبلعط” في عمله الرسمي والسياسي بأسم العهد على هواه  من دون حسيب أو رقيب . ولم يسمح لنفسه طوال الست سنوات من عمر العهد لا بمساءلته عن أخطائه ولا بوقفه عند حده عند تخطيه للحدود الحمر بعلاقاته مع الحلفاء وألاخصام على السواء . وظل الوريث السياسي بالنسبة لسيد العهد هو “الصح” والآخرين هم “الغلط” متناسيا إنه رئيسا لكل اللبنانيبن وليس لفريق منهم دون غيرهم وهذا ألأمر كان يحتم عليه أن ينظر إلى الجميع بمن فيهم صهره وتياره السياسي بعين واحدة لا أن يميزه عن ألآخربن في المساءلة والمحاسبة وتننزيهه لوحده عن ألأخطاء وحصرها بباقي القوى السياسية مجتمعة  مما أفقده موقعه كمحايد والذي يحتم عليه أن يكون فيه على مسافة واحدة من الجميع . ثم إنه تسرع عندما أعلن بعد أشهر قليلة على إنتخابه خلال دردشة له مع مراسلي ومندوبي المؤسسات الإعلامية المرئية والمقرؤة المعتمدين في القصر الجمهوري أن الحملات السياسية المتنوعة على صهره هي لكونه في طليعة السبق الرئاسي وهذا الكلام أظهر وكأن العهد وجد ليعمل منذ لحظة إنتخابه لتأمين فوز الوريث في السبق الرئاسي بعده وليس لتأمين أحتياجات أللبنانيبن التي يفتقدونها على كافة الصعد إلإجتماعية والحياتية والإقتصادية . ولم يكتفي بذلك بل سمح للوريث السياسي أن يقود في أحيانا كثيرة مقود الرئاسة ويتصرف وكأنه هو الحاكم المطلق مما أفقد العهد الكثير من ألقه وتوهجه علما لو أنه أبتعد عن المناكفات السياسية تارة مع حلفائه وحلفاء حلفائه وطورا مع أخصامه وإنصرف لتأمين تلك ألأحتياجات لكان سهل على وريثه السياسي الفوز السهل بالسبق الرئاسي ومهد الطريق أمامه لدخوله قصر بعبدا بسلاسة على حصان أبيض بطلب  من للبنانيين أنفسهم ومن دون جميلة أحد.

٢- الوريث السياسي نفسه أيضا الذي لم يكن على مستوى الثقة والدعم والنفوذ الذي وفرها له العهد وسيده إضافة إلى المحبة الخالصة منه له . فتصرف الوريث بهذه الثقة والدعم والنفوذ بإفراط حتى الثمالة مما أضاع قيمتها وهدرها في غير مكانها الصحيح . فبدل من أن يكون سندا للعهد وسيده وصوتا للحق وسيفا لتصويب مسار الدولة بكل مؤسساتها وإداراتها دخل بالمحاصصات والصفقات مع قوى ٨ و١٤ آذار وأقتسم وإياها مغانم السلطة والحكم في الحكومات ألاولى والثانية والثالثة للعهد . وأستمر ينادي ببراءته وتياره من فساد المنظومة الحاكمة محاولا تحييد نفسه وتياره عن مسؤولية خراب البصرة ورميها على بعض قوى ٨ آذار من حلفاء حليفه وعلى أخصامه من قوى ١٤ آذار. حتى وصل ألأمر به لإتهام حليفه حزب الله بتغطية فساد هذه القوى مجتمعة وحمايتها  ومنعه العهد وباسيل وتياره من مكافحة فسادهم مقابل سكوتهم عن سلاحه حسب مجاهرته بذلك في عدة إطلالات أعلامية له متلفزة ومكتوبة معتقدا أن اللبنانيين هم “صم وعميان” لا يسمعون ولا يبصرون أو إنهم يعيشون على كوكب آخر غير الذي تعيش عليه مجموعات الفساد تلك من قوى ألأمر الواقع اامفروضين على اللبنانيين منذ إتفاق الطائف عام ١٩٩٠  مرورا بالعام ٢٠٠٥ وصولا إلى اليوم .

٣- حزب الله أخطأ كذلك تجاه نفسه أولا  وتجاه اللبنانيين ثانيا  بتعاطيه اللامبالي مع العهد منذ لحظة إنتخاب عون حتى الآن حيث لم يعمد خلال فترة السنتين والنصف من عمر الفراغ الرئاسي إلى التفاهم المسبق  معه قبل إنتخابه على آلية إدارة الدولة ومسيرة ألأصلاح لجهة مكافحة الفساد ووقف الهدر والتعيينات الجيدة  فيها من وزارية وإدارية وغيرها . وعند إنتخابه له رئيسا  نأى بنفسه عنه وتركه لوحده يتخبط بأخطائه غير متجرأ على مصارحته لوقف هذه ألأخطاء خوفا من خسارته لعلاقته المتينة معه .كما ساهم سكوته على إقدام العهد على مشاركة وريثه السياسي في إدارة شؤون البلد بأسلوب فوقي متعالي وغير مسؤول في أخلال مسيرة العهد إذ كان عليه قرع الجرس بوجههما لتنبيههما معا منذ لحظة إنتخاب عون لكان أراح العهد والبلد وأهله ولكان عون ووريثه تجاوبا معه حتما.ولكن سكوته هنا أضر بالعهد أكثر مما أفاده .

٤- حليفي حليفه أمل ومردة ومعهما تيار مستقبل وألأشتراكي والقوات أضروا كذلك بالعهد ولكنهم لم يكونوا هم البادئين إذ لو لم يعمد باسيل وتياره  إلى الدخول معهم بالمحصصات والتنفيعات وإقتسام مغانم السلطة داخل مجلس الوزراء منذ تشكيل حكومة العهد ألاولى وخلال الثانية والثالثة حيث ساهم الجميع دون إستثناء بالإساءة للعهد نتيجة هدرهم لعشرات مليارات الدولارات من جيوب المكلف اللبناني ووقف العهد أمام ذلك عاجزا عن المساءلة والمحاسبة لأن ذلك في حال حصوله سيصيب وريثه وتياره السياسي مقتلا .

٥ – الحملة على سلامة ، لا أدري من هم الاشخاص الذين نصحوا العهد وباسيل بشنهما تلك الحملة الظالمة والقاسية والتي لم تكن تليق بمستوى العهد ووريثه لا شكلا ولا مضمونا وقد أساءت إليهما وإلى البلد وأهله ولم تفيدهما بشيء وكانا أولى ضحاياها . اذ عدا أن الحملة على سلامة كانت تستهدفه بالشخصي لكنها فعليا أساءت إلى البلد وأهله لأنها أستهدفت موقعه الكبير كرئيس للسلطة النقدية وهذا ألامر رتب مضاعفات سلبية على الأستقرار النقدي الذي تعرض لمؤامرة كان بإمكان سلامة أفشالها والحفاظ على ثبات سعر صرف الليرة  ومنع تحقيق إلإنهيار ولكان كذلك أعاد العلاقة بين المصارف ومودعيها إلى ما كانت عليه قبل السابع عشر من تشرين ألأول عام ٢٠١٩ لو لم يتمادى العهد ووريثه في حملتهما غير المبررة عليه متجاوبين مع نصائح المستشارين الماليين والمصرفيين المحيطين الذين تدور حول بعضهم أكثر من علامة إستفهام . وكلنا يعرف ماذا كانت نتتيجة هذه الحملة على البلد وناسها بعد مرور سنتين على قيإمها غير أثارة الرأي العام اللبناني على سلامة للتغطية على عجز العهد في مساءلة ومحاسبة كل القوى السياسية دون إستثناء بمن فيهم وريثه السياسي وتياره الوطني الحر . فكانت الحملة على سلامة بمثابة القنابل الدخانية لتعمية بصيرة الناس عن أخطاء العهد في إدارة شؤون الدولة وعجزه عن إلإصلاح والتغيير وعن إيجاده الحلول التي تنتشل اللبنانيين من أزمتهم الوجودية .

٦-إنفجار مرفأ بيروت : لم يكن العهد على مستوى حجم هذا إلإنفجار وخطورته في معالجته له مع حكومته وباقي المسؤولين. وهو تعامل معه وكأنه حادث عادي وأنجر وراء السجالات السياسية العقيمة كمثل رده على سؤال حول مسؤوليته المعنوية عن الإنفجار بحكم موقعه ألاول بالبلد لبرد بأن لا علاقة لي بالموضوع معتقدا أن الصحفية التي وجهت هذا ألسؤال تتهمه بالإنفجار فنأى بنفسه عن تحمل المسؤولية .وأكد ولوج اللبنانيبن طريق جهنم بسبب مناكفاتهم السياسية في الوقت الذي كان المطلوب منه بعد أحالة إلإنفجار إلى القضاء للتحقيق دعوة مجلس الوزراء سريعا للإنعقاد وترك جلساته مفتوحة حتى إتخاذ قرار فوري بإعادة إعمار المرفأ وتلزيم ذلك لإحدى الشركات الدولية التي تبرعت بإعادة ألاعمار أو تكليف بعض مجموعات القطاع الخاص اللبناني لأخذ عملية أعماره على عاتقها لكان مرفأ عاد جوهرة المتوسط بعد أقل من سنة على أنفجاره

Written by beirut-act