باسيل للبنانيبن ألرئاسة أو المشكل .

كما يحق للشاعر ما لا يحق لغيره يحق للأستاذ وليد جنبلاط ما لا يحق لغيره لكونه زعيم طائفته الموحدين الدروز بلا منازع وهذه المكانة الكبيرة له داخل طائفته صاحبة الموقع المتقدم وألأساسي والتاريخي في لبنان هو الذي يسمح له بأن يذهب بمواقفه السياسية تارة يمينا وطورا يسارا دون رقيب أو حسيب عليه منطلقا من مبدأ الحفاظ على الزعامة الجنبلاطية أولا ومن خلالها الحفاظ على موقع طائفته ألأساسي والتاريخي والمتقدم في لبنان لكونها ليست من مؤسسي الكيان فحسب بل كانت بفترة من تاريخه المهم هي ألاساس والقائدة والحاكمة فيه بلا منازع من فخرالدين المعني ألأول قبل سبعماية سنة وصولا لآل جنبلاط قبل ثلاثماية سنة . وهذا الواقع السياسي الكبير والمتقدم والبارز لوليد جنبلاط هو الذي يسمح له دون غيره أن يجاهر بما يجول في خاطره تجاه أي كان سواء سلبا أو إيجابا كوصفه مثلا في وقت سابق الموارنة بال” جنس العاطل” . ونحن من جهتنا بالطبع لا نوافقه على هذا الوصف للموارنة ليس دفاعا عنهم بل لقناعتنا أن كل الطوائف والمذاهب اللبنانية هي سواسية مع الموارنة بالتوصيف الجنبلاطي لا سيما شريكيهما في إقتسام مغانم السلطة والحكم في لبنان منذ إلإستقلال حتى اليوم حيث فشل الثلاثة معا بالتكافل والتضامن في بناء وطن ودولة لهم ولباقي أبناء الطوائف ألأخرى الذين ينطبق عليهم الوصف الجنبلاطي كذلك لكونهم يسكتون ويصمتوا على آداء الثلاثة الهزيل في إدارة شؤون الدولة منذ مائة عام ونيف وكان بعضهم شركاء معهم في إقتسام مغانم الحكم والسلطة كجنبلاط نفسه الذي يعتبر بحكم موقعه المتقدم في البلد الرئيس الرابع في هرمية السلطة ولو كان حتى من دون موقع رسمي ، فمكانته السياسية الكبيرة تجعله يلعب هذا الدور كما لعبه من قبله والده الزعيم و المفكر المتميز كمال جنبلاط وقبلهما لعبته جدته السيدة الوقورة نظيرة جنبلاط.
ولكن للأسف الذي يميز الموارنة عن غيرهم من باقي الطوائف في التوصيف الجنبلاطي لهم هو إنهم دائما “دمهم حامي” تجاه أنفسهم وقد حولتهم معاركهم السياسية والدموية على كرسي الرئاسة منذ ألإستقلال حتى اليوم ضد بعضهم البعض إلى “وحوش سياسية ضارية” أضاعوا من خلالها البوصلة وفقدوا الكثير من إتزانهم ومكانتهم داخل تركيبة السلطة التي خسروا نصف نفوذهم فيها في إتفاق الطائف . ومناسبة هذا الكلام هو ما سمعناه قبل أيام من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهو يصرح على باب الديمان بعد لقائه الصديق الكبير الذي نحب ونحترم ونقدر البطريرك ك الراعي وهو يصف الرئيس المقبل بأن عليه أن يكون ممثلا لبيئته وصاحب كتلة نيابية وازنة حتى ينتخب . وفحوى كلامه هذا ليس قطع الطريق بالأساس على الوزير السابق سليمان فرنجية وعلى غيره من باقي المرشحين كقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان وأمثالهم من الشخصيات المارونية المحترمة فحسب بل فحواه هو إنه أراد أن يبلغ اللبنانيين ومن خلفهم قادة قواهم السياسية والحزبية بأن يتحضروا للمشكل الكبير القادم إليهم في البلد ويتحملوا نتائجه إذا لم يقبلوا به هو رئيسا مقبلا كونه يمثل بيئته ويملك أكبر كتلة مسيحية فيها إلى جانب خصمه اللدود القوات . والنائب باسيل بكلامه هذا أما إنه يستهبل به اللبنانيبن وهذه بالطبع كبيرة عليه أو إنه أراد إفهام من يريد أن يفهم وبالفم الملآن : أما الرئيس المقبل أنا أو الفراغ . ولكنه نسي أو تناسى أن أللبنانيين شهدوا في تشرين ألأول عام ٢٠١٦ إنتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية من موقعه كرئيس أكبر كتلة مسيحية وازنة وصاحب التمثيل ألاوسع وألأبرز داخل بيئته فماذا كانت النتيجة بعد ست سنوات من العهد إنهيار كلي في البلد على كافة المستويات نتيجة غياب ألأصلاح والتغيير بسبب منظومة الفساد التي تتحكم برقاب اللبنانيين المسماة ٨ و١٤ آذار وباسيل وتياره السياسي شريك أساسي وأول معها في المحاصصات والصفقات والسمسارات الذين كانوا يتوزعونها بالتساوي على عينك يا تاجر داخل مجلس الوزراء غير آبهين بمشاعر ألآوادم من غالبية الشعب اللبناني. وبدلا من إتعاظه من هذه المرحلة والبحث مع حليفه حزب الله وباقي القوى الوازنة في البلد بكيفية العمل لإيجاد الحلول الجذرية لإخراجه وأهله من هذه ألأزمة الوجودية غير المسبوقة يذهب النائب باسيل لتحضير المسرح السياسي الداخلي لأزمة جديدة عنوانها “ألإستحقاق الرئاسي” في الوقت الذي يجهد فيه جنبلاط من خلال تواصله مع الحزب لنزع فتيلها ومنع حصولها وتجنيب اللبنانيين مآس جديدة ومعارك عبثية لا جدوى منها حول “موقع رئاسي” لم يعد لا هو ولا موقع رئاستي مجلسي النواب والوزراء ولا أي موقع آخر وزاري وغير وزاري بإستثناء قبادتي الجيش والحاكمية يقدمون ويؤخرون بشيء في البلد نتيجة هذا ألاداء غير المسؤول من المنظومة السياسية التي أوصلت أللبنانيين إلى “جهمنم” بسبب ممارساتها المافياوية والميليشياوية الخارجة عن منطق الدولة التي تتحكم برقاب اللبنانيين منذ العام ١٩٩٣ مرورا بالعام ٢٠٠٥ وصولا إلى اليوم . أخيرا عندما يجعل أبناء الطوائف اللبنانية دون إستثناء قاتليهم وناهبيهم وسارقيهم قادة وزعماء وسياسيين عليهم فهم حتما “جنس عاطل” ومكترين ولا يستحقون حتى وطنهم . قلناها سابقا ونكررها دائما ونعيدها من جديد إذهبوا إلى فتح أبواب الرئاسات أمام ألأكفأ من اللبنانيين كي لا تصلوا إلى يوم تبكون فيه ملكا كالصغار لم تحافظوا عليه كالكبار .

Written by beirut-act