شكرا رياض سلامة لقد صنعت أبطال.

لا بد من توجيه الشكر الجزيل لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة على منحه الفرصة للعديد من المغمورين وإلى العدد الأكبر الآخر الطامح للظهور الاعلامي على شاشات التلفزيون وعلى اليوتيوب . لقد ظهر في لبنان خبراء محاسبة و فطاحل اقتصاد وجهابذة قانون واختصاصيين في السياسة النقدية والمالية اكثر مما لدى الولايات المتحدة الأمريكية من ذات النوع . الظهور الاعلامي مرض نفسي اصاب كل من قالت له امه تقبرني على هالطللة كنت بتاخذ العقل على التلفزيون . ووسائل الإعلام ترغب دائما بتعبأة مساحات بث مجانية لا تكلفها اية أعباء فسمحت لهؤلاء الغوغائيين بالظهور على شاشاتها . موجة الهجوم على حاكم مصرف لبنان تعرض اللبنانيين للمخاطر والتي ستصيبهم حكما مع كل حملة جديدة قديمة عليه.و دخل الجميع آتون هذه الحرب المقدسة والجهاد الأكبر في سبيل الظهور والشعبوية من قضاة إلى نواب ووزراء وأصحاب أموال ومنصات تواصل مدفوعة الثمن وصحف بعضها أعلن الجهاد منذ ما قبل الازمة لأنها لم تجد مع الحاكم منفعة ومصلحة أو قرض مدعوم الفوائد. وتناسى الجميع الطبقة السياسية التي حكمت البلد واهدرت أموال الناس و نهبت ما استطاعت اليه سبيلا . وأيضا تناسى العهد القوي من جهته أن الحكم في لبنان هو استمرارية وانه سيرث افعال و نتائج أفعال من سبقوه في الحكم وأن الدولة قد استدانت واقترضت وأنفقت وعليها دين عام يجب سداده من قبلها لا من قبل المصارف والناس. التحقيق الذي يجريه القضاء حاليا بخصوص مبالغ اقرضها مصرف لبنان لبعض المصارف أعلنها الحاكم خلال مؤتمره الصحفي مع بداية الازمة وأفاد من يريد أن يسمع بأن المصارف لديها حسابات مجمدة لدى المصرف المركزي ومن أراد السحب منها عليه أن يدفع فائدة مقدارها ٢٠% اي ان المبالغ التي اقرضها هي من بعض حسابات هذه المصارف ولديها حسابات اخرى ولا تزال وأن سحوبات المصارف استعملت لتغطية سحوبات المودعين لديها وكذلك لتغطية ودائع للمؤسسات المصرفية المودعة لديها منعا من إعلان توقفها عن الدفع في الخارج علما ان اسعار الدولار كانت حينها لا تتجاوز ١٨٠٠ ل.ل للدولار الواحد وقبل أن تقوم حكومة دياب بالتخلف عن دفع سندات اليوروبوند.تلك الخطيئة التي ورطتنا بعواقب سنتحمل نتائجها لسنوات طويلة مقبلة .من السهل أن تجمع جهة ما مجموعة من المقالات والدراسات وتصيغها على شكل دعوى ظاهرها إصلاحي وباطنها سياسي و الهدف الأساسي منها الشعبوية والرغبة في السلطة .
لقد تغاضى الكل عن صناديق الهدر وعن مجالس السرقة و عن التزامات وسمسرات الوزارات في الكهرباء والاتصالات والاشغال والصحة والتربية والبيئة وغيرهم وعن الطبقة السياسية الفاسدة التي حكمت البلد منذ ٣٠ عاما ولا تزال تتحكم به واعتمدت فقط في إصلاحها على الحائط المائل و يرغبون مخالفة كل القوانين واستعمال سلطتهم في غير مكانها ولكن ستثبت الايام القادمة انهم اخطأوا وأن تركيزهم على جهة واحدة هي رياض سلامة لن تحقق اي نتيجة سوى خراب ما تبقى من البلد الذي لم يستحقوه يوما وحولوه الى مشاع لهم وعائلاتهم وأزلامهم .

Written by beirut-act