اسرائيل تمنع التغيير وفرنسا وأميركا تحميان أموال وعقارات المنظومة بالخارج.

نقل الصحفي المحترم الاستاذ نبيه البرجي في مقال له تاريخ ٢٤ ايار ٢٠٢٢ حمل عنوان “راقصو الروك في عربة الموتى” عن برنار أيميه رئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية والسفير السابق في بيروت قوله : لندع لبنان يمضي الى الانهيار الكبير أو الى الخراب الكبير وحتى الى الفوضى الكبرى كسبيل وحيد لإندثار المنظومة السياسية بكل مكوناتها وذلك أفضل من الذهاب نحو تسوية حكومية ومن ثم رئاسية تكرس سياسات الأجترار والدوران العبثي حول الأزمة . تاليا الموت البطيء للدولة ولرعايا هذه الدولة وقد أثبتت أحداث السنوات الأخيرة عجز تلك المنظومة وسقوطها الاخلاقي والسياسي دون ان يكون لديها من هدف سوى البقاء على رأس سلطة هي مثال للهلهلة وللتعفًن والتبعية”.
لو كان المسؤولون الفرنسيون ومن بينهم السفير أيميه نفسه صادقون في هذا الكلام وجادون في انهاء منظومة الفساد التي وضع ماكرون قادتها وممثليها على طاولة مستديرة ترأسها في قصر الصنوبر ( طبعا بتنزيه محمد رعد من هذه المنظومة ) لكانوا ذهبوا الى كشف حساباتهم هم وزوجاتهم واولادهم وازلامهم في المصارف الفرنسية والاوروبية وكشف عقاراتهم من منازل وفلل وشقق وقصور وشركات في فرنسا واوروبا وحتى اميركا . وعدم وجود سرية مصرفية في فرنسا ودول الاتحاد الاوروبي واميركا يسهًل على أيميه الوصول لارقام اصحاب الحسابات المالية وبالطبع إلى عقاراتهم أيضا علما أن كونه رئيس جهاز أمني من ألأكيد لديه أرقام حساباتهم وأسماء المصارف الموضوعة فيها ويعرف أيضا مكان عقاراتهم لذلك كان ألأسهل عليه وعلى باقي المسؤولين الفرنسيين ومعهم الأميركان بدل اخذهم لبنان الى الانهيار الكبير والفوضى الأكبر كسبيل وحيد لإندثار قادة وسياسيي المنظومة السياسية الفاسدة بكل مكوناتها حسب إدعاءه أن يذهبوا لو كانوا جديين وصادقين بمساعدة اللبنانيين للخلاص من منظومتهم السياسية الفاسدة الى كشف حساباتهم المالية وعقاراتهم في الخارج لكان الناس لوحدهم أسقطوا معظمهم في صناديق الأقتراع خلال الانتخابات النيابية الاخيرة قبل اسابيع ولكانوا أنقذوا لبنان وأعادوا الأمل الى اهله مقيمين ومغنربين بإعادة إستنهاضه وبنائه على أسس حضارية وراقية بعيدا عن التزلف والإستزلام لهذا البيك والشيخ والزعيم أو لذاك الحزب والتيار ولمنعوا إستكمال سقوط ما تبقى من دولتهم وحموا مدخراتهم في المصارف من التبخر .
والحقيقة يجب أن تقال إنطلاقا وهي أن السفير أيميه ومعه رئيسه ماكرون وإلى جانبهم الاميركي هم الذين يرعون قادة وازلام منظومة الفساد في الداخل اللبناني وهم أنفسهم أيضا من يحمي اموالهم وعقاراتهم في الخارج ومعهم ومن خلفهم اسراءيل التي تطلب منهم ذلك لأنه لا يناسبها إصطلاح الامور في لبنان وهي التي تمنع فعليا حصول التغيير الحقيقي فيه كي لا يصبح لبنان بلد قوي بمنطق “دولة العلم والثقافة والديمقراطية الصحيحة التي قد تتكامل مع منطق قوة الصواريخ فتحول لبنان إلى أيقونة المنطقةعلما وثقافة وتطورا وديمقراطية وقوة منيعة لا تقهر” وهذا الأمر إذا ما حصل من شأنه أن يساعد على تسريع إنهاء وجودها في المنطقة كدولة مغتصبة لفلسطين ومحتلة لاراضي جيرانها بينما في المقابل بقاء لبنان دولة للفوضى ولرعاع المذاهب والطوائف والاحزاب والتيارات المتناحرة يساعد على إطالة بقائها في المنطقة عبر إستمرار تأمين ال “عطف” الدولي عليها وإبقاء مظلة الحماية الاميركية والغربية لها تحت حجة انها بلد الديمقراطية والعلم والثقافة والتطور التكنولوجي الوحيدة في المنطقة والمحاطة بدول الجهل والتخلف والتناحر المذهبي والتقاتل الطائفي والتسابق على السلطة والنفوذ .

Written by beirut-act