بين صدق سلامة وتحريفات دياب حقيقة ألإنهيار النقدي.

نعم بين صدق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتحريفات رئيس الحكومة السابق حسان دياب نكشف حقيقة تبعات ألإنهيار النقدي . فقد طالعنا المكتب الاعلامي للرئيس دياب بمحاضرة مالية واقتصادية ردا على مقابلة سلامة ألأخيرة . وبالرغم من اننا اكيدين انه ليس من اعداده وانه استعان بزمرة من المستشارين الماليين الجهابذة الذين كانوا يدورون في فلكه يوم كان رئيس حكومة نعلمه التالي :

أولا: إن انهيار سعر صرف الليرة بدأ يوم اتخذ هو وحكومته المشؤومة القرار المصيبة بالتخلف عن دفع سندات اليوروبوند المليار و١٢٠  مليون الذي كان إستحقاقها في آذار من العام ٢٠٢٠ .حيث أن سعر الصرف بقي يتراوح بين ال ١٦٠٠ وال١٨٠٠ ليرة للدولار منذ بدء انتفاضة الحراك المدني في ١٧ تشرين ألاول ولغاية قراره القاتل بالتخلف ، حينها قفز سعر الدولار من ١٨٠٠ ليرة الى ٤٨٠٠ ليرة في غضون ساعات قليلة وكان ذلك بداية إنهيار الليرة وسقوط ألإستقرار النقدي الذي كان ينعم به اللبنانيون منذ العام ١٩٩٣.

ثانيا: و لانه جهبذ مالي أعاد دياب بداية الانهيار إلى عام ٢٠١١ مدعيا أن تمويل عجز الموازنات السنوية للحكومات المتعاقبة هو الذي  كان السبب الأساسي لهذا الانهيار الحالي .  فلماذا اذن ومن موقعه كوزير في حكومة ميقاتي يومذاك لم يلفت نظر الجهات الرسمية والسياسية إلى ذلك لكي يتفادوه ويعالجون أسبابه.

ثالثا: تحميل دياب سلامة وزر تمويل عجز الموازنة وتغاضيه هو بالذات عندما كان رئيسا للحكومة المشؤومة عن القوانين التي الزمت الحاكم بهذا التمويل هو الدليل الكافي على عدم خبرته في هذا المجال كي لا نقول عدم صدقه .

رابعا : نعيده هو ومن كتب له الرد اليوم إلى الاجتماع الذي عقده مع سلامة وتمنى عليه ألأخير عدم اللجوء إلى التخلف عن الدفع .موضحا له إستطاعة مصرف لبنان آنذاك تمرير الاستحقاقات واستبدالها ، كما بإستطاعته أيضا وقف الانهيار .  وعرض على دياب الوسائل الضرورية لمعالجة الوضع النقدي ومنع إنهيار الليرة والحفاظ على استقرارها  كما هو عليه . ونذكر دياب بأنه وافق سلامة على عرضه وخطته ولكنه عاد بعد ايام وابلغه تراجعه عن موقفه الداعم لخطته بعد أن تبلغ من الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رفضهما لخطة سلامة وإصرارهما على قرار التمنع عن الدفع . وبعد تبلغه كذلك من بعض وزراء الصدفة في  حكومته ومعهم مدير عام سابق وعدد من الخبراء الماليين والمصرفيين التخلف عن دفع ألإستحقاق ألمذكور .

خامسا : إن خسارة المصارف كما أوضح سلامة في مقابلته ألاخيرة عائدة إلى:

١ – قيمة سنداتها المستحقة وغير المدفوعة .

٢-  انهيار منظومة الودائع لديها والتهافت على السحب مما عرضها لأزمة سيولة مكلفة لا تزال تعانيها حتى الآن.

٣ – التخلف عن سداد كلفة خدمة الدين العام مما سبب خسارة كبيرة للمصارف التي هي شريكة اساسية في تمويله.

٤ -سداد الديون الممنوحة للقطاع الخاص بغير عملتها مما رتب إختلاف بين مصادر واستعمالات الاموال.

سادسا: إن سياسة حكومة دياب الاقتصادية برهنت عدم جدواها انطلاقا من :

١ – خطة الدعم الغذائية التي فرضت على السلطات النقدية تمويلها بقرار من حكومته والسلة الغذائية التي إستنفذت الاحتياطي بقيمة ٧ مليار دولار معظمها تم تهريبه للخارج لصالح مافيات القوى السياسية .

٢ – إن موجودات مصرف لبنان بلغت ذلك الحين ٣٤.٧ مليار دولار .  وبقرارات من حكومة دياب إستهلك معظمها ما بين السلة الغذائية و استيراد المشتقات النفطية التي عمد بعض النافذين من القوى المؤثرة إلى تهريبها للخارج .

٣ – الخطة العظيمة التي سعت حكومة دياب لتنفيذها وإطلاق اسم التعافي ألاقتصادي والمالي عليها هي التي سببت معظم أمراض الوضع النقدي اليوم نتيجة قتلها لليرة بقرارها الهمايوني بالتخلف عن الدفع وسياسة دعم المشتقات النفطية والمواد الغذائية التي طبقتها إستنسابيا خدمة لمصالح بعض القوى الداعمة لها .

٤ – انهيار الوضع النقدي الذي سببه قرار التخلف عن الدفع أجبر مصرف لبنان على سداد المستحقات الخارجية للمصارف وألى البنوك المراسلة لتلافي دعاوى الإفلاس والحجز على موجوداتها.               أخيرا ، بدل من أن يبقى دياب بعيدا عن الاعلام حتى يبقى الناس متناسون ما أرتكبته حكومته من جريمة قاتلة بحق ليرتهم الوطنية أصر أن يظهر من جديد برده الآن على سلامة فبدا مجددا بمظهر أللامسؤول .

و beirut act في هذه المناسبة تحيله إلى ما قاله هو بنفسه بعد شهرين على إستقالة حكومته في منزله لرئيس ألإتحاد الدولي للمصرفيين العرب والرئيس السابق لجمعية المصارف الدكتور جوزف طربية عندما كان ألأخير يعاتبه بسبب تراجعه عن تعهده له ولوفد الهيئات الاقتصادية برئاسة محمد شقير عندما زاره للتهنئة بعدم تخلفه عن دفع إستحقاق اليورو بوند فإذ بك تخلف بوعدك وتتخذ حكومتك القرار القاتل لليرة بالامتناع عن دفع إستحقاق اليوروبوند . فأجابه دياب : هذا القرار كان أكبر مني ولم أستطع مواجهته او منع إتخاذه. ومن يعترف في الغرف المغلقة بفشله كي لا نقول تواطئه بعدم منع إتخاذ قرار التخلف لا يحق له إتهام سلامة بما هو عليه وهو البريء أصلا من مجزرة إنهيار الليرة .

رحم الله أمرء عرف حده فوقف عنده .

Written by beirut-act